غاية المطلوب في الأثر المنسوب لعامر المالكي
هذا كتاب غاية المطلوب في الأثر المنسوب تأليف الشيخ العالم العامل
الأجل عامر بن خميس مسعود المالكي
العماني الإباضي رحمه الله و
غفر له وأسكنه فسيح
رحمته وثوابه
آمين
} 1 { بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاة الله وسلامه على محمد المصطفى وعلى آله وصحبه الذين اصطفى وعلى تابعيهم بإسحان ومن بآثارهم اقتفى إما بعد فقد دعتني همتي إلى جمع ما أجده من الأخبار عن النبي المختار وآثار حملة العلم الأحبار حتى يكون سهل المطالعة و الله أسأله الإعانة والتوفيق لما فيه رضاه إنه ولي ذلك و القادر عليه وهو حسبي ونعم الوكيل
باب ما جاء في النية
مخ ۱
(1/1) قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته للدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها كانت هجرته إلى ما هاجر إليه وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسنة له وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) عمل الفاجر خير من نيته وفي خبر نية الفاجر شر من عمله وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال يؤتي بالعبد يوم القيامة ومعه من الحسنات أمثال الجبال فينادي منادي من كان له على فلان مظلمة فليج فليأخذ فيجيء ناس فيأخذون حسناته حتى لا يبقى له من الحسنات شيء فيبقى الرجل حيرانا فيقول له ربه أن لك عندي كنزا لم اطلع عليه أحدا من ملائكتي ولا أحدا من خلقي فيقول يا رب ما هو فيقول نيتك التي كنت نويتها من الخير كتبتها لك سبعين ضعفا وفي حديث آخر يؤتى بالعبد يوم القيامة فيعطى كتابه بيمينه فيقرأ فيه الحج والجهاد والزكاة والصدقة } 2 { وغير ذلك نواه ولم يعمله فيقول العبد في نفسه ما عملت من هذا شيئا وليس هذا كتابي فيقول الله تبارك وتعالى أقرأ فإنه كتابك عشت دهرا وأنت تقول لو كان لي مال لحججت ولو كان لي مال لجاهدت وغزوت وفعلت وعرفت ذلك من نيتك أنك صادق فأعطيتك ثواب ذلك كله وكان الحسن يقول إنما يخلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار بالنيات وهكذا قال بشير قال الحسن إن الله تعالى يعطي على نية الآخرة ما يشاء من الدنيا ولا يعطي علة نية الدنيا إلا الدنيا ثم قرأ ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة من نصيب ) وروى أبو هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال أن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا به ويعملوا وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لصعصة بن ناجية لما أسلم وذكر له ما كان يفعله من ابتياع المؤدة واستحيائها وقال أينفعني ذلك
( 1/2)
مخ ۲
اليوم فقال عليه السلام لا ينفعك ذلك لأنك لم تبتغ به وجه الله وإن تعمل في إسلامك عملا صالحا تثب عليه قال أبو المؤثر ذكر لنا أن رجلا أتى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال يا رسول الله أني أقاتل في سبيل الله و أحب أن أحمد فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ألست تقاتل في أن تكون كلمة الله هي العليا فقال بلى يا رسول الله فقال رسول الله عليه السلام فأنت إذا شهيدا وقال فلك الأجر ودعي نافع بن جبير إلى جنازة فقال للذي دعاه كما أنت قال وفكر ساعة ثم قال امض بنا وعن الليث قال كنا نختلف إلى طاووس اليماني ولا نسأله فيحدثنا } 3 { وربما نسأله فلا يحدثنا فقلنا له ذات يوم في ذلك فقال تسألوني ولا تحضرني فيه نية أياس من شيء إن أملي عليكم شيئا بلا نية ورفع أيضا عن العلم الربيع أن النية في تعليم العلم نفيا للجهل عن النفس
باب في ابتدأ الوحي
مخ ۳
(1/3) حكم أبو ستة عن البخاري من حديث عائشة أول ما بدأ به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وكان يأتي حرا فينحث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة يتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حرا فحاءه الملك فقال اقرأ فقلت ما أنا بقار فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقار فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقار فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي الخلق حتى بلغ ما لم يعلم فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع وقال يا خديجة مالي فاخبرها الخبر ثم قال قد خشيت على نفسي فقالت له كلا ابشر فوالله لا يخزيك الله ابدأ إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضعيف وتعين على نوائب الخير ثم انطلقت به خديجة حتى أتت ورقة ابن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان امرءا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العزى فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة } 4 { ما ترى فأخبره النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيه جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اومخرجي هم فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي به وإن يدركني يومك أنصرك نصرا موزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي بنفسه تبدى له جبرائيل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكني لذلك جاشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت
( 1/4)
مخ ۴
عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبرائيل فقال له مثل ذلك وعن الزهري كان ( صلى الله عليه وسلم ) بحراء إذ أتى ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى ما لم يعلم وعن جابر بن عبد الله أن أول ما نزل يا أيها المدثر وروى أنه ( صلى الله عليه وسلم ) قال سمعت صوتا من السماء وأنا امشي فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرجعت وقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله يا أيها المدثر واخرج البيهقي أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال لخديجة أني إذا خلوت وحدي سمعت والله نداء فقد خشيت أن يكون هذا أمرا فقالت معاذ الله إنك لتفعل كذا وكذا وذكرت ما مر فلما دخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ذكرت خديجة حديثه له وقالت اذهب به إلى ورقة فقال إني إذا خلوت سمعت نداء خلفي يا محمد } 5 { يا محمد فأهرب فقال لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم أتى فاخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها وقال جابر بن عبد الله أول ما نزل يا أيها المدثر حدثنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال جاورت بحراء عشرا فلما قضيت جواري هبطت فنوديت يا محمد فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فأتيت خديجة فقلت دثروني فدثروني وصبوا علي الماء البارد فنزلت يا أيها المدثر الخ وروى أنه نودي وهو على حراء يا محمد إنك رسول الله وفي رواية عائشة فنظرت فوقي فإذا به قاعد على عرش بين والأرض يعني الملك الذي ناداه فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت دثروني دثروني فنزل يا أيها المدثر وفي رواية أنه ناداه في الوادي بعد الهبوط وفي رواية بينما امشي سمعت صوتا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت وأخذتني رجفة شديدة فقلت زملوني زملوني فدثروني فنزل يا
مخ ۵
(1/5)
أيها المدثر قال الزهري أول ما نزلت اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى قوله ما لم يعلم فحزن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وجعل يعلوا شواهق الجبال فناداه جبريل إنك نبي الله وقال دثروني وصبوا علي ماء باردا وكان ( صلى الله عليه وسلم ) يتنزمل في ثيابه أول ما جاءه جبريل فرقا منه وكان يقول زملوني زملوني حتى انسن روى جاءه الوحي في غار حراء فرجع إلى خديجة يرتعد فقال زملوني فنزل يا أيها المزمل يا أيها المدثر باب في كيفية نزول الوحي سنال الحارث بن هشام النبي معلم } 6 { ( صلى الله عليه وسلم ) كيف يأتيك الوحي فقال أحيانا يأتيني مثل صلصة الجرس وهو أشد علي فينفصم عني وقد وعيت ما قال و أحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول وعن عائشة رضي الله عنها لقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه و أن جبينه ليتفصد عرقا وعن عبادة بن الصامت إذا نزل عليه الوحي عرفنا ذلك في فيه وغمض عينيه وتريد وجهه وفي رواية كرب لذلك وتربد وجهه وعن ابن عباس تربد حلن وكان إذا أوحي إليه وهو على ناقة بركت به وكادت فخذ يوما ترض فخذ زيد قال زيد بن ثابت كنت إلى جنب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فغشيته السكينة فوقعت فخذه على فخذي حتى خشيت أن يرضها ثم سوى عنه ما كان به من شدة الوحي فقال أكتب فكتبت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون بأموالهم وأنفسهم وليس فيها غير أولى الضرر فقال ابن أم مكتوم وكان أعمى يا رسول الله وكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين ويروى والله لو استطعت لجاهدت فغشيته السكينة فوقعت فخذه على فخذي حتى خشيت أن يرضها ثم قال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال غير أولى الضرر قال زيد انزلها الله وحدها فألحقتها والذي نفسي بيده لكأني انظر إلى ملحقها عند صدع في الكتف قال ابن عاصم كنا قعودا عند النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فانزل عليه وكان إذا تزل عليه دام بصره مفتوحا
مخ ۶
(1/6)
وفرغ سمعه وبصره لما يأتيه من الله تعالى وكنا نعرف ذلك في وجهه ولما فرغ قال للكاتب اكتب لا يستوي القاعدون من المؤمنين } 7 {والمجاهدون الآية فقام الأعمى فقال يا رسول الله ما ذنبنا فانزل الله على رسوله فقلنا للأعمى أنه الآن في تلقي الوحي فخاف أن ينزل فيه شيء فبقى قائما مكانه يقول أتوب إلى لله ورسوله حتى فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال للكاتب اكتب غير أولى الضرر
مخ ۷
باب في ذكر القرآن روى أن رجلا جاء إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال علمني العلم فقال اذهب فتعلم القرآن ثم عاد إليه فقال له مثل ذلك ثم عد إليه فقال له مثل ذلك ثم عاد إليه فقال له في الرابعة اقبل الحق ممن جاءك به بعيدا كان أو قريبا بغيظا كان أو حبيبا ورد الباطل على من جاءك به بغيظا كان أو حبيبا وروي عنه عليه السلام أنه قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هي أم القرآن هي فاتحة الكتاب هي السبع المثاني رواه أبو هريرة روى الربيع عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك عنه ( صلى الله عليه وسلم ) من صلى صلاة لم يقرأ فيها فاتحة الكتاب فهي خداج وبذلك السند عن ابن عباس فاتحة الكتاب هي أن القرآن فاقرأها واقرأ فيها بسم الله الرحمن الرحيم وعن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) إذا قرأتم الحمد فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وعن عمر السبع المثاني فاتحة الكتاب وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن الله أعطاني فيما من به علي إني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي وروى جابر بن عبد الله عنه ( صلى الله عليه وسلم ) فاتحة الكتاب شفاء من كل شيء إلا السام قال رسول الله عليه السلام لأبي ألا أخبرك بسورة لم ينزل في التوراة والإنجيل والقرآن مثلها قلت بلى يا رسول الله قال فاتحة الكتاب أنها السبع } 8 { المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيته رواه أبو هريرة قال القطب
مخ ۸
(1/7) رويته في صحيحي وعن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) بينما رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جالس إذا أتاه ملك فقال ابشر بنورين أوتيتهما لم يوتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة لن تقرأ حرفا منها إلا أعطيته وقال سعيد المعلى كنت اصلي في المسجد فدعاني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فلم اجبه ثم أتيته فقلت يا رسول الله أني كنت اصلي فقال ألم يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ثم قال لي لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ثم اخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت يا رسول الله ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أفضل القرآن الحمد لله رب العالمين وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فاتحة الكتاب تعدل ثلثي القرآن قال ابن حبان في حديث أبي بن كعب ما انزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن أن الله تعالى ليغطي لقاري التوراة والإنجيل ... من الثواب مثل ما يعطي لقاري أم الكتاب وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) فاتحة الكتاب شافية من السم وهي لما قرأت له فليقرأها سبعين مرة وعنه عليه السلام من خاف من طعام فليقرأ عليه أم القرآن وروى الشافعي عن ابن عمر بسنده أنه كان لا يدع بسم الله الرحمن الرحيم لأم القرآن والسور التي بعدها زاد غيره عنه أنه كان يقول لم كتبت في المصحف أن لم تقرأ وعن ابن عباس من تركها فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من كتاب الله وعن مجاهد آية من كتاب الله } 9 { أغفلها الناس بسم الله الرحمن الرحيم وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) أتاني جبريل عليه السلام وعلمني الصلاة وقرأ علي البسملة جهرا ومن تركها فقد ترك آية من كتاب الله وعن ابن عمر هي آية من كتاب الله اختلها الشيطان منهم وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) فاتحة الكتاب سبع آيات أولهن بسم الله الرحمن
( 1/8)
مخ ۹
الرحيم رواه أبو هريرة وعن أم سلمة قرأ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الفاتحة وعد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين آية وروى أحمد عنها أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها قطعها آية آية وعراها عن الأعراب وعد بسم الله الرحمن الرحيم آية قال قتادة عن أنس أنه سئل كيف كانت قراءة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم وعن ابن عباس أن النبي عليه السلام كان يعلم فصل السورة وفي رواية انقضا السورة حين ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم وعن أبي هريرة مرفوعا قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا قرأتم الحمد لله فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها وعن أبي هريرة عنه ( صلى الله عليه وسلم ) الحمد لله رب العلمين سبع آيات بسم الله الرحمن الرحيم إحداهن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وهي أم الكتاب وعن ابن عباس كان ( صلى الله عليه وسلم ) يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم عن ابن عباس قال كان رسول الله عليه السلام يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وروى نعيم بن عبد الله صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم القرآن ثم يقول إذا صلى } 10 { أنى لأشبهكم صلاة برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وعن أبي هريرة عن النبي عليه السلام كان إذا قرأ وهو يأم الناس افتتح ببسم الله الرحمن الرحيم وروى أن معاوية قدم المدينة فصلى بهم ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ولم يكبر عند الخفض إلى الركوع والسجود فلما سلم ناداه المهاجرون والأنصار سرقت الصلاة أين بسم الله الرحمن الرحيم أين التكبير عند الركوع والسجود فأعاد الصلاة مع البسملة والتكبير قال رجل بحضرة النبي ( صلى الله عليه وسلم )
مخ ۱۰
(1/9)
نفس الشيطان قال ( صلى الله عليه وسلم ) لا تقل ذلك فإنه يتعاظم عنده ولكن قل بسم الله الرحمن الرحيم فإنه يصغر حتى يصير اصغر من الذباب وروى عن ابن مسعود ( رضي الله عنه ) أن حروف البسملة تسعة عشر كل حرف حنة من كل واحد من الزبانية تسعة عشر ولا يرد دعاء ذكرت في أوله ومن جردها تعظيما لله تعالى عز وجل غفر الله له قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الق الدواة وحرف القلم وانصب الباء وفرق السين ولا نغور الميم وحسن الله ومد الرحمن وجود الرحيم وضع قلمك على أذنك اليسرى فإنه اذكر لك وروى أن ملك الروم كتب إلى عمر أن بي صداعا لا يسكن فابعث إلي دواء فبعث إليه قلنسوة فكان إذا وضعها على رأسه سكن وجعه وإذا رفعها عاد الصداع ففتحها فإذا فيها كاغد فيه بسم الله الرحمن الرحيم فقال ما أكرم هذا الدين واعزه شفاني الله بآية واحدة منه فاسلم وحسن إسلامه وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) من كان فيه خمس خصال دخل الجنة بغير حساب الاعتصام بلا إله إلا الله وابتداء الأمر ببسم الله الرحمن الرحيم ( 11 ) وحمدا لله بعد النعمة وقوله إنا لله وإنا إليه راجعون بعد المصيبة والاستغفار بعد الذنب وعن الشعبي كانت كتابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) باسمك اللهم ثم نزل بسم الله مجراها ومرساها ثم نزل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فكتب بسم الله الرحمن ثم نزل إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم وعن سعيد بن المسيب أن كتاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لما أتى قيصر فقرأه قال أن هذا الكتاب لم أره بعد سليمان عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم وعن أنس عنه ( صلى الله عليه وسلم ) من رفع قرطاسا من الأرض فيه بسم الله الرحمن الرحيم إجلالا لأسم الله مخافة أن يداس كتب من القانتين وخفف عن والديه ولو كانا مشركين وذكر ابن حبيب عنه ( صلى الله عليه وسلم ) ما من كتاب فيه بسم الله الرحمن الرحيم يلقى في بقعة من الأرض إلا يبعث الله إليه من
مخ ۱۱
(1/10)
يرفعه فإذا رفعه أدخله الله الجنة وخفف الله عن والديه العذاب ولو كانا مشركين وحاصر خالد بن الوليد قوما من الكفار في حصنهم فقالوا له تزعم أن دين الإسلام حق فأرنا آية لنسلم فقال احملوا إلي السم القاتل فأتوه بكأس منه فأخذه وقال بسم الله الرحمن الرحيم فشربه ولم يضره فقالوا هذا دين حق فاسلموا وعن أبي سعيد الخدري وابن عباس لكل شيء أساس وأساس الكتب القرآن وأساس القرآن الفاتحة وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم فإذا اشتكيت واعتللت فعليك بالأساس تشفى بإذن الله تعالى قال ابن حبيب حدثني مسروق عن عائشة ( رضي الله عنها ) لما نزل بسم الله الرحمن الرحيم في سورة النمل ضجت الجبال حتى سمع ( 12 ) أهل مكة دويها فقالوا اسحر محمد الجبال فبعث الله عز وجل عليهم دخانا حتى أظل مكة وعن أبي هريرة عنه ( صلى الله عليه وسلم ) من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ولم يغير الميم والهاء استغفر له سبعون ألف ملكا ما دام ذلك الكتاب قال القطب وتغمير الميم والهاء إغلاق وسطها وعن ابن مسعود مرفوعا من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فلم يعور الهاء التي في الله كتب الله له عشر حسنات ومحى عشر سيئات ورفع له عشر درجات ونظر علي إلى رجل يكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال جودها فإن رجلا جودها فغفر له وذكر ابن حبيب عنه ( صلى الله عليه وسلم ) نزل بسم الله الرحمن الرحيم على إبراهيم الخليل عليه السلام فتلاها وهو في كفة منجنيق فجعل الله عليه النار بردا وسلاما ثم رفعت بعده فما نزلت إلا على سليمان بن داود عليه السلام فعندها قالت الملائكة الآن والله تم ملكك ثم رفعت فانزلها الله علي تأتيني أمتي يوم القيامة وهم يقولون بسم الله الرحمن الرحيم فإذا وضعت أعمالهم رجحت حسناتهم وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اكتبوها على كتبكم فإذا كتبتموها تكلموا بها وعن كعب أن رجلا كان يكتب كتابا فكتب فيه بسم الله الرحمن الرحيم فتحاسن فيها فأحسن كتابتها فشكر
مخ ۱۲
(1/11)
الله عز وجل له ذلك وسأل عثمان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال هو اسم الله العظيم الأعظم وما بينه وبين اسم الله الكبير إلا كما بين سواد العين وبياضها وروى ما بينها وبين الله إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب قال القطب يعني بينها من القرب بمعنى القبول كما بين ( 13 ) سواد العين وبياضها من القرب الحسي وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) تأتي أمتي يوم القيامة وهم يقولونها فإذا وضعت أعمالهم في الميزان رجحت حسناتهم وعن ابن حبيب عن الزهري قوله تعالى والزمهم كلمة التقوى أن كلمة التقوى بسم الله الرحمن الرحيم وعن أنس قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم أعطاه الله في الجنة مثل صنعاء و تهامة ثم ذكر الله شفاء الله القلوب وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم مؤمنا موقنا سبحت معه الجبال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أول ما نزلت هذه الآية على آدم عليه السلام فقال يا رب آمن ذريتي من العذاب ما داموا على قراءتها وهي شفاء من كل داء وغنى من كل فقر وستر من العذاب وامن من خسف ومسخ ومن تلاها عند الأكل والشرب فقال الحمد لله غفر الله ذنوبه وقال الله عز وجل وعزني وجلالي وجودي وكرمي ومن قرأها متصلة بفاتحة الكتاب مرة واحدة اشهد ملائكتي أني قد غفرت له ذنوبه وقبلت منه حسناته وتجاوزت عن سيئاته ولا احرق لسانه بالنار وأجيره من عذاب القبر وضغطته وأهون عليه سكرات الموت وأحاسبه حسابا يسيرا و أخرجه من قبره أبيض الجسم أنور الوجه ومن قال بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم صرف الله عنه سبعين بابا من البلاء وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) أول ما كتب القلم بسم الله الرحمن الرحيم فإذا كتبتم كتابا فاكتبوها أولا وهو مفتاح كل كتاب أنزل ولما نزل بها جبريل أعادها ثلاثا ( 14 ) وقال هي لك ولامتك فمرهم أن لا يدعوها في
مخ ۱۳
(1/12)
شيء من أمرهم فإني لم أدعها طرفة عين منذ نزلت على أبيك آدم وكذلك الملائكة وعن عكرمة أول ما كتب القلم على اللوح بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو بردة سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول اقرؤ القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيابتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما اقرأو البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة قال القطب الغيابة ما أظل من فوق الرأس والفرق الجماعة من الطير والصواف التي تصف أجنحتها عند الطيران والمحاجة المخاصمة والبطلة السحرة وعن أبي هريرة عنه ( صلى الله عليه وسلم ) لا تجعلوا بيوتكم مقابر لأن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) لكل شيء سنام وأن سنام القرآن سورة البقرة قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) سيد القرآن البقرة وقال عليه السلام من قراء الآيتين من أخر البقرة في ليلة كفتاه وقال ( صلى الله عليه وسلم ) السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاطا القرآن فتعلموها فإن تعلمها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة قيله وما البطلة قال السحرة قال القطب الفسطاط الخيمة أو المدينة الجامعة وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وخواتم سورة البقرة من تحت العرش وعنه ( صلى الله عليه وسلم ) من قرأ سورة البقرة في بيته نهارا لم يدخل شيطان ثلاث ليال وعن أبي هريرة أن رسول الله ( 15 ) ( صلى الله عليه وسلم ) بعث بعثا فقال لكل واحد منهم ما معكم من القرآن حتى أتلا على أحدثهم سنا فقال له ما معك من القرآن يا هذا قال كذا وكذا وسورة البقرة فقال اخرجوا وهذا عليكم أمير فقالوا يا رسول الله هو أحدثنا سنا قال معه سورة البقرة وقيل لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن بيت ثابت بن قيس يزهر الليلة مصابيح قال فلعله يقرأ سورة
مخ ۱۴
(1/13)
البقرة فسئل ثابت فقال قرأت سورة البقرة وعن ابن عباس الم أنا الله أعلم وعن ابن عباس أيضا أقسام أقسم الله بها وعن ابن مسعود أن ذلك اسم الله الأعظم وعن ابن عباس أنه قال الم الاسم الأعظم من أسماء الله وعن ابن عباس أيضا الم وطسم وص وأشباهها قسم أقسم الله به وهو من أسماء الله وعن فاطمة بنت علي بن أبي طالب أنها سمعت من علي يقول كهيعص اغفر ويقول يا حمعسق قال القطب ويبحث بأن المراد يا منزل كهيعص ويا منزل حمعسق وعن أشهب سألت ابن مالك بن أنس أينبغي أن يتسمى بيس قال ما أراه ينبغي وعن مجاهد الم وحم والمص وص ونحوها فواتح افتتح الله تبارك وتعالى القرآن بها وعن مجاهد الم الر المر فواتح يفتتح الله بها القرآن قلت الم يقل هي أسماء الله قال لا وعن ابن عباس في قوله تعالى الم قال أنا الله أعلم وفي قوله المص أنا الله أفصل وفي قوله تعالى المر أنا الله أرى وعن ابن عباس قال المر وحم ون حروف الرحمن مفرقة وعنه أيضا المص الألف من الله والميم من الرحمن والصاد من الصمد وعن الضحاك في قوله عز وجل في المص أنا الله الصادق وعن ابن عباس في كهيعص قال الكاف من كريم والهاء من هاد والياء من حكيم ( 16 ) والعين من عليم والصاد من صادق وعن ابن عباس أيضا في قوله جل وعلا كهيعص قال كاف هاد أمين عزيز صادق وعن ابن وسعود وناس من الصحابة في كهيعص قاله مجاهد مقطع الكاف كاف من ملك والهاء من الله والياء والعين من العزيز والصاد من الصمد وعن ابن عباس أيضا في قوله تعالى كهيعص قال كبير هاد أمين عزيز صادق وعن ابن عباس أيضا قال الكاف الكافي والهاء الهادي والعين العالم والصاد الصادق وسئل الكلبي عن كهيعص فحدث عن أبي صالح عن أم هاني عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال كاف هاد أمين عليم صادق وعن عكرمة في قوله تعالى كهيعص قال يقول أنا الكبير أنا الهادي العليم الأمين الصادق وأخرج محمد بن كعب في قوله طه الطاء من ذي الطول وأخرج عنه أيضا
مخ ۱۵
(1/14)
مخ ۱۶
في قوله طسم الطاء من ذي الطول و السين من قدوس والميم من الرحمن وعن سعيد بن جبير في قوله حم قال اشتقت من الرحمن وميم اشتقت من الرحيم وأخرج عن محمد بن كعب في قوله حمعسق قال الحاء والميم من الرحمن والعين من عليم والسين من القدوس والقاف من القاهر وعن مجاهد قال فواتح السور كلها هجاء مقطوع وعن سالم بن عبد الله قال الم وحم ون اسم الله مقطعة وعن السدي قال فواتح السور أسماء من أسماء الرب فرقت في القرآن وعن ابن عباس في قوله طه قال هو كقولك أفعل وعن الحسن ص حادث في القرآن وعن ابن عباس مرفوعا أول خلق الله القلم و الحوت قال أكتب قال ما أكتب قال كل شيء كائن إلى يوم القيامة ثم قرأ ( 17 ) ن والقلم فالنون الحوت والقلم القلم وعن الشعبي أنه سئل عن فواتح السور فقال أن لكل كتاب سرا وأن سرا القرآن فواتح السور وعن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن زيات مر أبو ياسر بن اخطب وكعب ابن الأشرف وغيرهم من اليهود برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يتلوا فاتحة سورة البقرة الم ذلك الكتاب لا ريب فيه فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من اليهود فقال تعلمون والله لقد سمعت محمدا يتلوا فيما أنزل عليه الم ذلك الكتاب فقال أنت سمعت قال نعم فمشى حيي في أولئك النفر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقالوا الم تذكر أنك تتلوا فيما أنزل عليك الم ذلك الكتاب فقال بلى فقالوا لقد بعث الله أنبياء ما نعلم لنبي منهم مدة ملكه ولا أجل أمته غير أن الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون فهذه أحدى وسبعون سنة ثم قال يا محمد وهل مع هذا غيره قال نعم المص قال هذا أطول وأثقل الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون هل مع هذا غيره قال نهم الر قال الألف واحدة واللام ثلاثون والراء مائتان هل مع هذا غيره قال نعم المر قال هذه أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان لقد لبس علينا أمرك حتى لا ندري أقليلا
(1/15)
مخ ۱۷
أعطيت أم كثيرا ثم قال قوموا عنه ثم قال أبو ياسر لأخيه ومن معه ما يدريك لعله قد جمع هذا المحمد فقالوا لقد تشابه علينا أمره وفي رواية الشيخ هود قال الكلبي بلغنا أن رهطا من اليهود منهم كعب بن الأشرف وحيي بن اخطب وأبو ياسر دخلوا على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فسألوه عن الم ذلك الكتاب ( 18 ) قال حيي بلغني أنك قرأت الم ذلك الكتاب لا ريب فيه نناشدك الله أنها أتتك من السماء فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نعم والله لكذلك نزلت وقال حيي أن كنت صادقا فإني اعلم مرة هذه الأمة ثم نظر لها أصحابه فقال كيف ندخل في دين رجل أنما ينتهي ملك أمته إلى إحدى وسبعين سنة فقال له عمر وما يدرك أنها إحدى وسبعون فقال هي في الحساب الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون فضحك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال حيي هل غير هذا فقال نعم قال ما هو قال المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين فقال هذا أكثر من الأول هذا واحد وثلاثون ومائة سنة نأخذه من حساب الجمل قال هل غيره قال نعم قال ما هو قال الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير قال حيي هذه أكثر من الأول والثانية فنحن نشهد لئن كنت صادقا ما ملك أمتك إلا واحد وثلاثون ومائتان سنة فاتق الله ولا تقل إلا حقا فهل غير هذا قال نعم قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الم تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون قال حيي فأنا أشهد أني من الذين لا يؤمنون بهذا القول لأن هذه الآية أكثر هذه واحد وسبعون ومائتان سنة فلا أدري بأي قولك نأخذ وأي ما أنزل الله عليك نتبع قال أبو ياسر أما أنا فأشهد أنه ما أنزل الله على أنبيائه إلا الحق وأنهم قد بينوا على ملك هذه الأمة ولم يوقنوا من ملكهم فإن كان محمد صادق فأراه يجمع لأمته واحد وسبعون وواحد وثلاثون ( 19 ) ومائة وواحد وثلاثون ومائتان وواحد وسبعون ومائتان وذلك
(1/16)
مخ ۱۸
سبعمائة وأربع ستين فقالوا كلهم قد اشتبه علينا أمرك فلا ندري أبا القليل نأخذ أم بالكثير وقال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال لعبد الله بن مسعود أقرأ علي فقال عبد الله اقرأ وعليك أنزل فقال أحب أن أسمعه من غيري فقرأ سورة النساء حتى إذا بلغ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد استعبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وكف عبد الله وروى عبد الله بن عمر قال أرسل لي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له أخبرت أنك تقوم الليل وتصوم النهار قال قلت بلى يا رسول الله قال اقرأ القرآن في شعر قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال فشدد علي فقال اقرأه في عشرين قلت فإني أطيق أفضل من ذلك وشدد علي وقال اقرأه في سبع ولا تزد علي ذلك وروى عن الشعبي وهو الإمام في علم القرآن قال لم يجمع القرآن على عهد رسول الله عليه السلام إلا ستة كلهم من الأنصار وعن قتادة عن لأنس بن مالك قال قرأ القرآن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن ويد وأبو ويد وأبو أيوب وعثمان والأكثر من الصحابة قد يحفظ السور المعدودات من القرآن ومنهم من يحفظ السورة والسورتين قول زيد هو زيد بن ثابت وأبو زيد قيل ثابت والد زيد وقيل سعد القارئ الأوسي و أبو أيوب خالد بن زيد وعثمان بن حنيف أخو سهل بن حنيف أه وروى عن عبد الله بن مسعود أنه قال حين صنع عثمان بالمصاحف ما صنع والله الذي لا آله غيره ( 20 ) والله ما نزلت سورة إلا وأنا أعلم حيث أنزلت وما من آية إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت قال كانت الآية إذا نزلت قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) اجعلوها في موضع كذا وكذا وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من تعلم القرآن ثم نسيه حشر يوم القيامة أجذم وروى عنه ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال عرضت علي الذنوب فلم أرد نبأ أعظم ممن حمل القرآن ثم تركه وروى عن
(1/17)
مخ ۱۹
ابن عباس أنه قال الرحمن الرحيم اسمان رفيقان أحدهما أرفق من الآخر وروى عن ابن عباس كان إذا سئل عن شيء من عيوب القرآن أنشدهم من الشعر ما يعرفهم أياه وروى عنه أنه قال الشعر أول علم العرب وهو ديوانهم فتعلموا الشعر وعليكم بشعر أهل الحجاز فإنه شعر الجاهلية وروى عن مكحول أنه قال في الرجل يقرأ القرآن فيمر بالآية فيتأولها على غير تأويلها لم يشمع به وهو يرى أنه على ما تأول فقال لا بأس بذلك ما لم يعزم عليه وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه كان يردد الآية من القرآن مرارا وروى عن سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس عن فاتحة الكتاب فقال هي أم القرآن ثم قرأها فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فقال أنها آية من كتاب الله وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه كان يوما في أصحابه قاعدا إذ ذكر حديثا فقال ذلك أوان نسخ القرآن فقال رجل انظر كالإعرابي ما ينسخ أو كيف ينسخ فقال يذهب بأهله ويبقى رجال كأنها البغاث وقال أبو عبيدة الجنب مثل الحائض لا يقرأ القرآن وقال جابر بن زيد لا تتم الآية وسئل محبوب عن رجل قال أن الله أنزل القرآن كله ولم ينزل قل أعوذ ( 21 ) برب الفلق ولا قل أعوذ برب الناس وليستا من القرآن ما يصنع به قال يستتاب مما قال فإن تاب قبل منه وأن أبى قتل وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه كان لا يجاوز الآية في القراءة ومرت عائشة ( رضي الله عنها ) على قارئ يقرأ وهو يسرع في قراءته فقالت لا قرأ ولا ترك ويوحد في الخبران سلمان الفارسي رحمه الله وكان يقرأ أن شجرة الزقوم طعام اليتيم وذلك لأجل لكوته لسانه فكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول له قل طعام الكافر أو الظالم وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أعظم آية في القرآن قل هو الله أحد و آية الكرسي وروى عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال من تعلم القرآن ثم تركه جاء يوم القيامة أجذم وفي رواية من تعلم القرآن ثم نسبه أتى به يوم القيامة
(1/18)
مجذوما وروى عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لا يمتنع من قراءة القرآن إلا إذا كان جنبا وروى عن عمر أنه سئل عن الجنب هل يقرأ القرآن قال لا فقيل له وآية قال ولا نصف آية وروى عن ابن عباس أنه قال أجاز للجنب أن يقرأ الآية والآيتين قال أبو سعيد لا أعلم في القرآن كم أهلكنا من قبلهم إلا في سجدة لقمان وسورة ص والأنعام إلا ألف أو ياء أو واو وقال أبو سعيد نهى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أن يمحى كتاب الله بالأقدام وحدثني عن نافع عن عبد الله عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه نهى أن يسار بالقرآن إلى الأرض العدو مخافة أن يأخذه العدو والله اعلم وبه التوفيق
باب في معرفة نقلة العلم
مخ ۲۰