يلامه في إجرائه مجرى النكرة وإن لم يجعل علم الجنس، فحذف التنوين، لإجراء الوصل مجرى الوقف. وقرأ حفص: نزاعة بالنصب على الاختصاص كأنه قيل: تتلظى نزاعة.
والشوى جمع شواة: جلدة الرأس، أو أطراف الإنسان وكل ما ليس بمقتل، يقال للرامي إذا لم يصب المقتل: أشوى.
(تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) مجاز عن جذبها وإحضارها، من أدبر عن الحق وتولى عن الطاعة، أو تدعوهم بلسان المقال: يا كافر، يا منافق، وهنا أبلغ. (وَجَمَعَ فَأَوْعَى (١٨) لبخله وحرصه وحفظه في الوعاء، ولم يؤد حقّ اللَّه منه.
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) الهلع: شده الجزع عند مسّ المكروه، وسرعة المنع عند مسِّ الخير. وقد فسّره بقوله: (إِذَا مَسَّهُ الشَرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١) فإنَّ " جزوعًا " و" منوعًا "، وصف كاشف لـ " هلوعًا ".
(إِلَّا الْمُصَلِّينَ (٢٢) استثناء منقطع. لما وصف من أدبر وتولى بالهلع قال: لكن المصلين في مقابلة أولئك. أو متصل أي: إنَّ الإنسان خلق هلوعًا واستمر ذلك عليه ولم يفارقه إلا المصلين الموصوفين بالصفات الآتية، فإنهم خلعوا ربقة الهلع عن أعناقهم. وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة ﵄ عن رسول اللَّه ﷺ: " شرّ ما في الرجل شحّ هالع وجن خالع ".