العظيم، والثواب الجزيل عند ربّ العالمين (١). * * * * آراؤه في المذهب: للإمام العز آراء نصرها في المذهب؛ فرجَّح أقوالًا ووهّن أخرى؛ كما بيَّنَّا ذلك في بعض هوامش تحقيقنا للكتاب؛ فقد يُخالف الإمام العزّ إمامَ الحرمين في مواضع، فيقول (قال الإمام) ويردُّ عليه بـ (قلتُ) فحسبُ؛ وهذا من مظاهر الأدب عند ابن عبد السلام ذلك أنَّ مدرسته في الاختصار تحترم الكتابَ الأصل المختصَرَ، وتحترم مؤلّفَه، فلا يذكر فيه جرحًا أو طعنًا أو سوءًا في ردِّ الأقوال ودفعها. وقد تيسَّر للدكتور الشيخ علي الفقير، دراسة هذا الكتاب "الغاية في اختصار النهاية" فرجع إلى نسخته المصرية الكاملة التي ينقص منها الجزء الثالث فقط، فأقام عليها دراسته لفقه الإمام، وآرائه وأقواله فيما تيسَّر له من كتب الإمام الأخرى، وأخرج ذلك في أطروحته للدكتوراه في مجلدين بعنوان "الإمام العزّ بن عبد السلام وأثره في الفقه الإسلامي" (٢). وهي من أوسع ما كُتب عن العزّ ﵀؛ فنحيل إليه لمَنْ أراد الاستزادة.

(١) انظر: "العز بن عبد السلام"، للدكتور محمد الزحيلي (ص: ١٤١). (٢) الدكتور علي الفقير الربابعة: وُلد سنة (١٩٤٥ م)، وزير الأوقاف الأردني الأسبق، ونائب في البرلمان، مؤلّف وداعية وفقيه، تخرّج من كلية الشريعة بجامعة دمشق، ونال الدكتوراه من الأزهر سنة (١٩٧٨ م)، أشرف على أطروحته العلامة الأصوليّ الفقيه عبد الغني عبد الخالق ﵀.