76

غريب القرآن

غريب القرآن لابن قتيبة

پوهندوی

أحمد صقر

خپرندوی

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

جزاء الاعتداء. على ما بينت في كتاب "المشكل" (١) . ١٩٦- ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ﴾ من الإحصار. وهو أن يعرض للرجل ما يحول بينه وبين الحج من مرض أو كَسْرٍ (٢) أو عدو. يقال: أُحْصِرَ الرجلُ إحْصارًا فهو مُحْصَر. فإن حُبِسَ في سجن أو دار قيل: قد حُصِرَ فهو مَحْصُور. ﴿فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾ أي فما تَيَسَّرَ من الهَدْي وأمكن. والهَدْيُ ما أُهدِيَ إلى البيت. وأصله هَدِيٌّ مشددٌ فخفف. وقد قرئ: (حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدِيُّ مَحِلَّهُ) بالتشديد (٣) . واحده هَدِيَّةٌ. ثم يخفف فيقال: هَدْيَة. ﴿وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ هو من حَلَّ يَحِلُّ والمَحِلُّ: الموضع الذي يحل به نحره. ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ﴾ أراد فَحَلَقَ. ﴿فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ﴾ فحذف "فحلق" اختصارا، على ما بينت في "تأويل المشكل" ﴿أَوْ نُسُكٍ﴾ أي ذَبْح. يقال: نَسَكْتُ لله، أي: ذَبَحْتُ له. ١٩٧- ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة.

(١) راجع تأويل مشكل القرآن ٢١٥. (٢) يريد به كسر الراحلة، وكذلك عبر الطبري في بسطه لهذا الكلام ٤/٢٢ وانظر معنى الإحصار واختلاف العلماء في المانع في تفسير القرطبي ٢/٣٧١ - ٣٧٢ والبحر المحيط ٢/٦٠. (٣) الذي قرأه بالتشديد الأعرج، كما في اللسان ٢٠/٢٣٤. وإنما سمي هديا لأن مهديه يتقرب به إلى الله، وهو بمنزلة الهدية يهديها الرجل إلى غيره، يتقرب بها إليه، كما قال الطبري ٣/٣٥.

1 / 78