غريب القرآن

Ibn Qutaybah d. 276 AH
55

غريب القرآن

غريب القرآن لابن قتيبة

پوهندوی

أحمد صقر

خپرندوی

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

﴿ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ﴾ أي ثم قبِلتم ذلك وأقررتم به. ﴿وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ﴾ على ذلك. * * * ٨٥- ﴿ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ وقد بينت معنى هذه الآية في المشكل (١) . ﴿تَظَاهَرُونَ﴾ تعاونون. والتَّظَاهُر: التعاون. ومنه قوله: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ﴾ (٢) أي تعاونا عليه. والله ظَهِير أي: عَوْن. وأصل التَّظَاهُر من الظَّهْر. فكأنّ التَّظاهر: أن يجعل كُلُّ واحدٍ من الرجلين أو من القوم الآخَرَ له ظَهْرًا يَتَقَوَّى به ويَسْتَنِدُ إليه. * * * ٨٧ - ﴿وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ﴾ أي: أتْبَعْناه بهم وأرْدَفْنَاه إيَّاهم وهو من القفا مأخوذ. ومنه يقال: قَفَوْتُ الرجلَ: إذا سرت في أثره. * * * ٨٨- ﴿قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾ جمع أغْلَف. أي كأنّها في غِلاف لا تفهم عنك ولا تعقل شيئا مما تقول. وهو مثل قوله: ﴿قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ﴾ (٣) يقال: غَلَّفْتُ السيفَ: إذا جعلته في غلاف، فهو سيف أغْلَف. ومنه قيل لمن لم يُخْتَن: أغْلَف.

(١) راجع تأويل مشكل القرآن ٢٨٨. (٢) سورة التحريم ٤. (٣) سورة فصلت ٥.

1 / 57