غريب القرآن

Ibn Qutaybah d. 276 AH
15

غريب القرآن

غريب القرآن لابن قتيبة

پوهندوی

أحمد صقر

خپرندوی

دار الكتب العلمية (لعلها مصورة عن الطبعة المصرية)

"بَصيرٍ" بمعنى "مُبْصِرٍ"، و"بَدِيعِ الخلْقِ" بمعنى "مُبْدِع الخلق". كما قالوا: "سميعٌ"؛ بمعنى مُسْمِعٍ. قال عَمْرُو بن مَعْدِيكَرِب: أَمِنْ رَيْحَانَةَ الداعِي السَّمِيعُ (١) و"عذابٌ أليمٌ" أي: مؤْلمٌ، و"ضرْبٌ وَجِيعٌ" أي: مُوجِعٌ. [ومنه]: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ (٢)؛ أي: كافيًا. من قولك: "أَحْسَبَني هذا الشيءُ"، أي: كفاني (٣) . و"اللهُ حَسِيبي وحسيبُك" أي: كافينا؛ أي: يكون حَكَما بيننا كافيًا. قال الشاعر: وَنُقْفِي وَلِيدَ الْحَيِّ: إنْ كَانَ جَائِعًا ... وَنُحْسِبُهُ: إنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ (٤) أي: نُعطيه ما يَكفيه، حتى يقولَ: حَسْبِي. وقال بعض المفسرين -في قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ -: أي مُحاسبًا. وهو -على هذا التأويل- في مذهب "جَليس" و"أَكِيل" و"شرِيب" و"نَديمٍ" و"قَعيدٍ". * * * ١٥- ومن صفاته ما جاء على "فَعِيلٍ": لا يكونُ منها غيرُ لفْظِها؛ نحو:

(١) صدره: "أمن ريحانة الداعي السميع" وريحانة هي أخت عمرو كما قال ابن قتيبة في الشعر والشعراء ١/ ٣٣٢، والبيت في الخزانة ٣/ ٤٦٠، والأغاني ١٤/ ٢٥، ٣٣، واللسان ١٠/ ٢٨، والأصمعيات ١٩٨، والصحاح ٣/ ١٢٣٣، وتأويل مشكل القرآن ٢٢٩. (٢) سورة النساء ٨٦. (٣) عن مجاز القرآن ١/ ١٣٥. (٤) البيت غير منسوب في الصحاح ١/ ١١٠، واللسان ٢٠/ ٥٩، وفيه ١/ ٣٠٢ لامرأة من بني قشير "وقوله: نقفيه، أي نؤثره بالقفية، ويقال لها: القفاوة أيضا، وهي ما يؤثر به الضيف والصبي".

1 / 17