غريب الحديث
غريب الحديث للخطابي
پوهندوی
عبد الكريم إبراهيم الغرباوي
خپرندوی
دار الفكر
د خپرونکي ځای
دمشق
وأما قولُه: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ﴾ ١ فبيان ذلك قوله تعالى: ﴿ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا﴾ ٢ الآية وأما قوله: ﴿وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا﴾ ٣ فإنها أربعُ كلماتٍ تكلم بها عيسى في المهد صَبِيًّا: ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ﴾ ٤ إلى قوله: ﴿مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ ٥
وأما قولُه: ﴿لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي﴾ ٦ فكلماته عِلمُه
وأما قوله: ﴿بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ﴾ ٧ فإنه يريد -والله أعلم- أنه أوجدَه بالكلمة وكوَّنَه بها وهي قوله: كُنْ من غير تَوْلِيدٍ من فَحْل أو تَنْسِيلٍ من ذكر وهو معنى قولِه: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ﴾ ٨ ولم يُرِد -واللهُ أَعْلَم- أنَّ عِيسَى هُوَ الكلمةُ نَفسُها ألا تراه يقول اسمُه المَسِيح ولو أَرادَ الكلمةَ لقال اسمُها المسيح.
فأما قَولُ النَّبِيّ ﷺ: "أَعوذُ بكَلماتِ الله التَّامَّات" ٩ فإِنّ كلمتَه القُرآنُ وصَفَةُ بالتّمام تنزيهًا له عن أن يَلحقَه نقصٌ أو عيبٌ كما يوجد ذَلِكَ في كلام الآدمِيِّين.
١ سورة البقرة: ٢٧. ٢ سورة الأعراف: ٢٣. ٣ سورة التحريم: ١٢ ٤ سورة مريم:٣٠. ٥ سورة مريم: ٣١. ٦ سورة الكهف: ١٠٩. ٧ سورة آل عمران: ٤٥. ٨ سورة آل عمران: ٥٩. ٩ رواه مسلم في كتاب الذكر والدعاء ٤/ ٢٠٨٠ – ٢٠٨٠ - ٢٠٨١ وغيره.
1 / 252