وكانت العجلة في هذه الأثناء تدور، عجلة القدر التي قادت بيسي فيما مضى إلى سان دييجو ثم قادتها إلى بهو العرش الإنجليزي، قادتها في مساء يوم من الأيام إلى مسكن ولي العهد الخاص. وكان زوجها هو الذي قادها بنفسه، وأخذ يقص عليها في الطريق كيف أنه عرف الأمير إدوارد في نهاية الحرب العظمى في فرقة حرس الكولدستريم، التي ألحق بها الكندي الأصل.
ولكن واليس زوجته لم تكن تصغي إليه، وإنما كانت تفكر فيما صادفته من النجاح بين الطبقات الأرستقراطية الإنجليزية ؛ فتمتلئ بذلك غرورا، وتشعر بنشوة السرور والفخر. وكانت تتولى تقديمها في الحفلات اللادي كنارد، أرملة السير باخ كنارد، من أعظم أصحاب شركات الملاحة في العالم «خطوط كنارد»، وكانت قد صادقت اللادي تيلما فيرنس، وهي سيدة أمريكية إنجليزية أيضا، كما أنها شقيقة جلوريا فاندربيلت.
وكانت اللادي فيرنس هي التي دعت المستر سمبسون وزوجته في ذلك اليوم إلى منزل ولي العهد، ولما وصلا إليه كانت هي هناك، فتولت تقديمهما.
هل أتمت العينين ذواتا اللون المتغير المعجزة؟ أم ترى هي خصلات الشعر الأسود، أم أن العينين والخصلات قد اشتركت في إحداث التأثير على البرنس أوف ويلز حتى أخذ في التقرب من المسز سمبسون، فأخذ منذ ذلك اليوم يسأل عنها تليفونيا في كل يوم ويواليها بخطاباته، كما لوحظ بعد ذلك أن الزوجين آل سمبسون كثيرا ما يزوران «فورت بلفيدير»، وهو القصر الذي كان يفضل ولي العهد الإقامة فيه.
وكانت العلاقة كلما توثقت بين الأمير وبين والي كلما ازداد مركز الزوج حرجا. وتقريرا للواقع، يجب أن نذكر أن الرجل قد احتمل التجربة مع الاحتفاظ بكرامته وكياسته في وقت واحد.
وماذا كان في وسعه أن يفعل؟ هل يطلب الطلاق فيهاجم أميرة وملكة المستقبل علنا في المحاكم، وهو ما تحرمه القوانين الإنجليزية؟ كانت الجماهير كلها تجهل كل شيء عن الموضوع، ولم تعرف عنه النزر اليسير إلا في صيف عام 1936 لما قام ولي العهد - وكان قد أصبح ملكا يحمل لقب إدوارد الثامن - برحلته البحرية غير الرسمية.
الرحلة البحرية
كان اليخت «ناهلين» يشق عباب بحر الأدرياتيك وهو يقترب من الشاطئ المرتفع، وقد وقف على ظهره الملك إدوارد الثامن الإمبراطور وقد التصق كتفه بكتف صديقته والي! وكانا ينظران إلى الماء.
لم تكن هناك حاجة إلى الحديث، كانت الأمواج وحركة الباخرة وهي تشقها، وعيون والي والملك وشعره الأصفر، تتحدث كلها في لغة سرية غامضة يفهمها كل العشاق في العالم؛ ولذلك سكت الاثنان وتركا البحر يهزهما وهما في أرجوحتهما، ويسر إليهما بكلمات رقيقة لا يمكن للشفاه الإنسانية أن تنطق بها.
وكانا في تلك الأثناء يقتربان من الشاطئ، فأخذا يسمعان صيحات العمال وهتاف الجمهور. وفي اللحظة التي نزلا فيها إلى البر أشارت والي إلى فوج من المصورين مقبلين وقالت: إنهم يأخذون صورتنا.
ناپیژندل شوی مخ