وأحست اليصابات بما يشعر به الأمير الشاب من ألم عميق مكتوم؛ فصممت لطيبة قلبها على أن تقدم إليه كل مساعدة ممكنة، وتحبوه بعطفها حتى يتمكن من الانتصار على دائه.
أما الملكة ماري فقد أحست بأن ملاكا من ملائكة الرحمة على وشك أن يندمج في حياة ابنها؛ ولذلك فقد قررت أن تقوم بزيارة طويلة لآل ستراثمور تراقب في خلالها اليصابات، وفي أثناء الزيارة كشفت الملكة الوقور عن فضائل كثيرة فيمن وقع عليها اختيار ابنها؛ فقد تبينت فيها الخلق الكامل، وأناقة الملبس، والتقوى والصلاح. ولما عادت إلى لندن عقب الزيارة اكتفت بأن تقول لزوجها الملك جورج الخامس: الحمد لله على أن اليصابات بوزليون ليست من أولئك الفتيات العصريات.
الملك يوافق
وما لبث السر بعد ذلك أن ذاع في أروقة القصر الملكي، ومنها انتشر في لندن، فأخذت الصحف منذ نهاية عام 1922 تكثر من الحديث عن اليصابات، وتنشر لها الصور المختلفة في الأثواب المتنوعة، ونشرت لها صورة سر لها أهل شمال إنجلترا جميعا؛ هي صورتها بالملابس الوطنية الاسكتلندية، وأخذت الصحف كذلك تتحدث عن مهارة الملكة في مختلف الشئون المنزلية من طهي وتطريز.
وكان كل ما ينشر بمثابة جس النبض للرأي العام، وهو الهيئة الثانية التي يجب أن توافق على الزواج بعد الملك والملكة، وقد أحسن الرأي العام استقبال اليصابات.
وتحت يوم 16 يناير من عام 1923، يمكن أن نقرأ في سجلات البلاط البريطاني ما يلي:
وافقنا، ونحن نسجل هنا موافقتنا، على زواج صاحب السمو الملكي الأمير ألبرت فردريك آرثر جورج، دوق يورك، من اللادي اليصابات أنجيلا مارجريت بوزليون.
وكانت بعد ذلك حفلات استمرت ثلاثة أشهر، وانهالت في أثنائها الهدايا على الخطيبين من جميع أنحاء العالم.
وبعد حفلات وستمنستر الدينية، سافر الزوجان لقضاء شهر العسل في مقاطعة صرى، وبعد أن بقيت الدوقة في لندن يوما واحدا ودعت في خلاله أمها بشكل مؤثر، سافرت مع زوجها للاستمتاع بالسعادة في قصر غلاميس.
الرجل الجديد
ناپیژندل شوی مخ