وما لبث أن خفض من صوته وهو يملي أوامره على سكرتيره، الذي كان جالسا إلى مائدة على مقربة منها وهو يكتب ما يمليه عليه سيده.
وفجأة رفعت إليه الملكة عينيها وسألته: أي أوامر تملي؟
وعندما أجابها رفعت يدها وأشارت إشارة السلب وهي تقول: كلا! ليس هذا هو الطريق.
وتحرك بوثول حتى واجهها وظهره إلى المدفأة، ولم يعن بأن يخفض صوته وهو يحادثها، بل قال ببرود: هناك شيء آخر، وقد قررت ذلك من قبل.
فقالت له: وما الذي قررته؟
إذ ذاك خاطبها بصوت أجش حتى ظهر الخوف والاهتمام على وجهها وهو يقول لها: إن ما قررناه يتعلق بفك قيودك. لا تخافي شيئا؛ إن الشريف مواري نفسه هو الذي اقترح ذلك وأسره إلى لثنجتون، وما ذلك إلا لمصلحة اسكتلندا ومصلحتك.
ثم رفع صوته مناديا إياهما.
وحضروا جميعا تلبية لندائه، واجتمعوا في الغرفة فكان منظرهم غريبا، والملكة بينهم تظهر على وجهها أمارات الاهتمام والخوف والضعف، أما بوثول فكان شكله يدل على العظمة والقوة وقد لبس أفخر ملابسه، أما آرجيل ولثنجتون فكانا متشحين بالسواد.
ووجه بوثول الحديث للثنجتون فقال له هازئا: إن جلالة الملكة تهتم بسماع الطريقة التي يمكن بها أن تفك عقدة زواجها.
ورفع لثنجتون نظره إلى الملكة وفرك يديه وضغط على شفتيه ثم قال: فك العقدة! ها! ها! من الخير هنا أن نستعمل طريقة الإسكندر؛ وهي قطع العقدة للتخلص منها مرة واحدة وإلى الأبد.
ناپیژندل شوی مخ