وهو يعرف كذلك أنه يحب تلك المرأة التي تجلس أمامه، وأنه يحب عينيها الخضراوين المتحولتين، وهو يحب ذلك الصوت «أجمل صوت في العالم»، الذي سوف يهمس في أذنه عاجلا أم آجلا، فيقول له بظرف: «كم تبدو منشغل الفكر يا حبيبي!» فماذا يصنع؟
إنه يمسك بالتاج الذي يجب أن يضعه على رأسه في يوم تتويجه ويقيسه، فما يلبث أن يقول وهو يرفعه بسرعة: ما أثقل وزنه!
أما والي، وكأنها تقرأ أفكاره بجلاء ووضوح، فإنها تمسك بيده وتضغط عليها بخفة. هي الأخرى قلقة.
موقف الوزارة
كان رئيس الوزارة الإنجليزية المستر بلدوين قد قابل الملك إدوارد في يوم 20 أكتوبر من عام 1936، وحادثه للمرة الأولى في موضوع المسز سمبسون وما تكتبه الصحف الأمريكية عنها، وعن صلتها بالملك، وعن الخطر الذي يهدد البلاد لو فتحت الصحف الإنجليزية هذا الموضوع بدورها وبدأت تتحدث عنه. وقد وافق الملك على كلام رئيس وزرائه وأخبره أنه سيفكر في الموضوع.
ثم عاد المستر بلدوين فقابل الملك في 16 نوفمبر من العام نفسه في قصر بكنجهام - وكان حكم الطلاق قد صدر في قضية المسز سمبسون - فصارحه برأيه وقال له: لا أظن، يا مولاي، أن هذا الزواج ينال موافقة البلاد؛ إذ يترتب عليه أن السيدة التي تتزوجها تصير ملكة. إنني قد أكون من بقايا رجال العهد الفيكتوري القديم، ولكني لا أقبل أن يقول عني ألد أعدائي إنني لا أعرف رد الفعل الذي يحدثه في الشعب البريطاني اتخاذ خطة معينة للعمل، إنني واثق من أن هذا لا يمكن أن ينفذ عمليا.
وأوضح المستر بلدوين في هذه المقابلة الثانية للملك أن مركز زوجة الملك يختلف عن مركز زوجة أي فرد آخر في البلاد. وهذا هو جزء من الثمن الذي يدفعه الملك؛ فزوجته تكون ملكة، وملكته ملكة للبلاد؛ ولذا يجب أن يكون صوت الشعب مسموعا ما دام الأمر يتعلق باختيار ملكته.
واستمع الملك لحديثه، ثم قال له: إنني سأتزوج المسز سمبسون، وأنا على استعداد لأن أذهب.
وكانت مفاجأة شديدة الوقع على رئيس الوزراء، إلا أن الملك كان مصمما على تنفيذ إرادته، فأخبر أمه الملكة الوالدة في مساء ذلك اليوم، ثم أخبر أشقاءه: دوق يورك، ودوق جلوستر، ودوق كنت في اليوم التالي.
الزواج غير المتكافئ
ناپیژندل شوی مخ