88

غرائب التفسير وعجائب التأويل

غرائب التفسير وعجائب التأويل

خپرندوی

دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة، مؤسسة علوم القرآن - بيروت

قوله: (مثابة للناس وأمنا) .

أي يثوبون إليه كل عام، وقيل: مثابة من الثواب، أي يحجون

فيثابون، وقيل: المثابة للمجتمع، والمثاب والمثابة واحد، كالمقام

والمقامة، وقيل: الهاء للمبالغة.

(وأمنا) أي ذا أمن. والمعنى آمن أهله من قوله: (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف (4) .

وقيل: من التجأ إليه أمن، وقيل: من حج البيت أمن من عذاب الله، وقيل: من شاء لم يؤمن كما أن من شاء ثاب ومن شاء لم يثب.

(واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)

قيل: متصل بمضمر، تقديره: وإذ جعلنا وقلنا اتخذوا.

والغريب: قول القفال: إنه خطاب لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. ثم رجع إلى الأول فقال: (وعهدنا) .

ومن قرأ بالفتح جعله في محل جرعطفا على (جعلنا) .

(مصلى) قيل: موضع صلاة. وقيل، مدعى.

(رب اجعل هذا بلدا آمنا ) ، وفي إبرإهيم (هذا البلد آمنا)

لأن هذا إشارة إلى الوادي المذكور في قوله: (أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع) قبل بناء البيت، وفي إبراهيم إشارة إلى البلد بعد البناء.

فيكون (بلدا) في هذه السورة المفعول الثاني. و (آمنا) صفته، و (البلد) في

إبراهيم المفعول الأول و (آمنا) المفعول الثاني، وقيل: الإشارة سواء

وتقديره في البقرة هذا البلد بلدا آمنا، فحذف البلد اكتفاء بالإشارة، وقيل: لأن النكرة إذا تكررت صارت معرفة، ولفظ "هذا" يدفع هذا التأويل.

مخ ۱۷۵