155

غرائب التفسير وعجائب التأويل

غرائب التفسير وعجائب التأويل

خپرندوی

دار القبلة للثقافة الإسلامية - جدة، مؤسسة علوم القرآن - بيروت

فلا بد لهم من القول بالعجز عن البعض، وهو علم الساعة وأشراطها وما

عطف عليه في قوله: (إن الله عنده علم الساعة) الآية.

ولأن في بعض المصاحف "إلا الله ويقول الراسخون في العلم"، وهذا قاطع.

ولأن الحال يقتضي أن يكون من المعطوف والمعطوف عليه، وهو فاسد.

قوله: (كل من عند ربنا)

أي كل ذلك، فحذف المضاف إليه وبفي (كل) معرفة ولم يبنى بناء "قبل"

و"بعد" وأخواتهما، لأنها تكون معرفة

ونكرة، وأعربت في حال النكرة، وبنيت في حال المعرفة للفرق، و "كل" في جميع الأحوال معرفة، فلم يحتج إلى فرق.

(بعد إذ هديتنا) .

قيل: "إذ" زيادة، وقيل: "بعد" زيادة.

والغريب: "بعد" مضاف إلى "إذ"، والتقدير بعد وقت هدايتك إيانا.

قوله: (جامع الناس ليوم) .

أي لجزاء يوم وقيل "اللام" بمعنى "في"، أي في يوم.

(لا ريب فيه) قيل: في اليوم، فيكون محل (لا ريب فيه) خبرا، وقيل: في الجمع، أي جامع الناس جمعا (لا ريب فيه) ، فيكون محله نصبا.

قوله: (إن الله لا يخلف الميعاد)

سؤال، لم قال: (إن الله لا يخلف الميعاد) ، وقال في آخر السورة: (إنك لا تخلف الميعاد) . وكلاهما خطاب؟

الجواب عنه من ثلاثة أوجه:

أحدها: أن أول السورة، قد تقدم فيه ذكر الله سبحانه، وأوصافه مرة بعد أخرى صريحا، ولم يتقدم ذكر الكناية إلا مرة، فعدل من الخطاب إلى الغيبة، لأنها الأغلب، وأما آخر السورة، فالغلبة للكناية فثبت عليها.

والثاني: أن اتصال ما في أول السورة،

مخ ۲۴۳