237

مرتبتهم فيمكن إنباؤهم بها لأن الجسمانيات لهم كالحيوانيات بالنسبة إلينا. وأما الآلهيات فليس لهم استعداد الترقي إليها ، فلهذا لم يقل أنبئهم بأسمائهم كلها كما قال ( وعلم آدم الأسماء كلها ) لئلا يكون تكليفا بما لا يطاق ، وإنما كان آدم مخصوصا بعلم الأسماء واحتاجت الملائكة إليه في إنباء أسمائهم وأسماء غيرهم ، لأنه كان خلاصة العالم ، ولهذا خلق شخصه بعد تمام العالم بما فيه كخلق الثمرة بعد تمام الشجرة. فكما أن الثمرة تعبر على أجزاء الشجرة كلها حتى تظهر على أعلى الشجرة ، كذلك آدم عبر على أجزاء شجرة الوجود وكان في كل جزء من أجزائها له منفعة ومضرة ومصلحة ومفسدة ، فحصل له من كل من ذلك اسم يلائمه حتى إن أسماء الله تعالى جاءت على وفقه فضلا عن أسماء غيره ، وذلك أنه لما كان مخلوقا كان الله خالقا ، ولما كان مرزوقا كان الله رازقا ، ولما كان عبدا كان الله معبودا ، ولما كان معيوبا كان ستارا ، ولما كان مذنبا كان غفارا ، ولما كان تائبا كان توابا ، ولما كان منتفعا ومتضررا كان نافعا وضارا ، ولما كان ظالما كان عادلا ، ولما كان عليه السلام مظلوما كان منتقما وعلى هذا فقس.

( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34) وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (35) فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين (36) فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم (37) قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (38) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (39))

** القراآت :

مهران عنهما أنهما يشمان الكاف الكسر ويرفعان الهاء. وروى الخزاعي وابن شنبوذ عن أهل مكة : الملائكة بغير همز ، وكذلك كل كلمة في وسطها همزة مكسورة إلا قوله ( السائلين ) و ( السائل ) و ( البائس ) فإنهما بالهمز ( شئتما ) وبابه بغير همز : أبو عمر ويزيد والأعشى وورش ، ومن طريق الأصفهاني وحمزة في الوقف فأزالهما حمزة ( آدم ) نصب ( كلمات ) رفع ابن كثير ( فلا خوف عليهم ) بالفتح حيث كان : يعقوب ( هداي ) و ( محياي ) و ( مثواي ) بالإمالة كل القرآن على غير ليث. ( النار ) بالإمالة كل القرآن ، وكذلك كل كلمة في آخرها راء مكسورة بعد الألف في موضع اللام من الكلمة قرأها على غير ليث وأبي حمدون وحمدويه والنجاري عن ورش وحمزة في رواية ابن سعدان وأبو

مخ ۲۳۹