غرائب القرآن او رغائب الفرقان
غرائب القرآن و رغائب الفرقان
[الأنبياء : 19] والمدح بترك الاستكبار إنما يحسن لو كان قدرا على الاستكبار. ويمكن إلزامهم بأن الثواب عندهم واجب على الله فيمتنع عليه تركه مع أنه يستحق المدح على الثواب. والواو في ( ونحن نسبح ) للحال كقولك «أتحسن إلى فلان وأنا أحق بالإحسان» والتسبيح تبعيد الله من السوء وكذا التقديس ، من سبح في الماء وقدس في الأرض إذا ذهب فيها أو أبعد. والتبعيد عن السوء إما في الذات ويحصل بنفي الإمكان المستلزم لنفي الكثرة المستلزمة لنفي الجسمية والعرضية والضد والند ، وإما في الصفات بأن يكون مبرءا عن العجز والجهل والتغيرات محيطا بكل المعلومات قادرا على كل المقدورات ، وإما في الأفعال بأن لا تكون أفعاله لجلب المنافع ودفع المضار ، يقول الله تعالى : أنا المنزه عن النظير والشريك سبحانه هو الواحد القهار ، أنا المدبر للسموات والأرض سبحان رب السموات والأرض ، أنا المدبر لكل العالمين ، سبحان الله رب العالمين أنا المنزه عن قول الظالمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، أنا الغني عن الكل سبحانه هو الغني ، أنا السلطان الذي كل شيء سواي فهو تحت قهري وتسخيري فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ، أنا المنزه عن الصحابة والولد سبحانه أنى يكون له ولد ، أنا الذي أخلق الولد من غير أب سبحانه ( إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) [آل عمران : 47] ، أنا الذي سخرت الأنعام القوية للبشر الضعيف ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) [الزخرف : 13] أنا الذي أعلم لا بعلم المعلمين ولا بإرشاد المرشدين ( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ) [البقرة : 32] أنا الذي أغفر معصية سبعين سنة بتوبة ساعة ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ) [طه : 130] فإن أردت رضوان الله فسبح ( ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) [طه : 130] وإن أردت الخلاص من النار فسبح ( سبحانك فقنا عذاب النار ) [آل عمران : 191] وإن أردت الفرج من البلاء فسبح ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) [الأنبياء : 87] أيها العبد ، واظب على تسبيحي ( وسبحوه بكرة وأصيلا ) [الأحزاب : 42] وإلا فالضرر يعود إليك ( فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ) [فصلت : 38] يسبح لي الحجر والمدر والرمال والجبال والشجر والدواب والليل والنهار والظلمات والأنوار والجنة والنار والزمان والمكان والعناصر والأركان والأرواح والأجسام ( سبح لله ما في السماوات والأرض ) [الحديد : 1] ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) [الإسراء : 44] أيها العبد ، أنا الغني عن تسبيح هذه الأشياء ، وهذه الأشياء ليست من الأحياء فلا حاجة بها إلى ثواب هذا
مخ ۲۱۹