غاندي سیره ذاتیه
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
ژانرونه
انتقلنا بعد ذلك ببضعة أشهر إلى راجكوت حيث لم يكن هناك من يقوم بقراءة الرامايانا، ومع ذلك، كان هناك من يقومون بقراءة الباجافاد في يوم «الإكاداشي»
2
وكنت أحضر القراءة في بعض الأحيان، غير أن القارئ لم يكن ملهما. لكنني أرى الآن أن كتاب الباجافاد قادر على إلهاب الحماسة الدينية، فلقد قرأت الباجافاد باللغة الجوجراتية بشغف شديد، لكن عندما استمعت إلى بانديت مدان موهان مالفيا وهو يقرأ أجزاء من النص الأصلي في أثناء صيامي للأيام الإحدى والعشرين، تمنيت لو أنني استمعت إليها من شخص مخلص مثله منذ طفولتي حتى يتشبع قلبي بحبها في سن مبكرة. إن الانطباعات والأفكار التي تتكون لدى المرء في تلك السن المبكرة، تترسخ في أعماقه، ولطالما ندمت على عدم تمتعي بالحظ الكافي للاستماع إلى المزيد من الكتب الجيدة من ذلك النوع في ذلك الوقت.
تعلمت في راجكوت المعلومات الأساسية عن التسامح بين جميع الطوائف الهندوسية والأديان الأخرى، فقد كان والداي يزوران الهافيلي ومعبد الإله شيفا ومعبد الإله راما، وكانا يصحباننا ونحن صغار إلى تلك المعابد أو يرسلاننا إلى زيارتها. وكان كهنة الديانة الجاينية يزورون والدي كثيرا، بل كانوا يخرجون على أعرافهم بأن يتقبلوا منا الطعام، مع أننا لسنا من أتباع الديانة الجاينية. وكانوا يتجاذبون أطراف الحديث مع والدي حول مختلف الموضوعات الدينية والدنيوية.
كان لدى والدي أصدقاء مسلمون وبارسيون،
3
اعتادوا أن يحدثوه عن دياناتهم، وكان والدي ينصت إليهم باحترام واهتمام، ونظرا لقيامي بتمريض والدي، فكان كثيرا ما تتاح لي فرصة الاستماع إلى تلك الأحاديث، وقد اجتمعت كل هذه الأشياء لتغرس في ذهني التسامح مع جميع الأديان.
كانت الديانة المسيحية الاستثناء الوحيد من تسامحي هذا، حيث نما لدي نوع من الكره المبرر تجاهها، اعتاد المبشرون بالمسيحية أن يقفوا في جانب على مقربة من المدرسة ويخوضوا في الحديث مسيئين إلى الهندوس وآلهتهم، لم أستطع تحمل تلك الأفعال، لقد استمعت إليهم مرة واحدة فقط، ولكنها كانت كافية لتثنيني عن تكرار التجربة. وسمعت في ذلك الوقت عن اعتناق شخص هندوسي مشهور الديانة المسيحية. وقد كان حديث المدينة حول اضطراره لأكل لحم البقر وشرب الخمر عند تعميده، واضطراره أيضا إلى تغيير ثيابه، فأخذ يرتدي زيا أوروبيا وقبعة، وقد شعرت بالغيظ عند سماعي كل هذه الأشياء. إن أي دين يلزم المرء بأكل لحم البقر وشرب الخمر وتغيير زيه، في رأيي، لا يستحق بلا شك أن يطلق عليه دين. وعلمت أن ذلك الشخص الذي اعتنق المسيحية حديثا قد بدأ في الإساءة إلى دين أسلافه والعادات التي ساروا عليها والبلد الذي عاشوا فيه؛ خلقت لدي كل تلك الوقائع شعورا بالكره تجاه الديانة المسيحية.
لا يعني تعلمي التسامح وتقبل الأديان الأخرى أنني كنت مؤمنا بوجود الإله. لقد وقع بين يدي في تلك المدة كتاب «مانوسمريتي»،
4
ناپیژندل شوی مخ