غاندي سیره ذاتیه
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
ژانرونه
أما عواقب قانون منع السير على طرق المشاة فكانت أكثر خطورة علي، كنت دائما ما أخرج للمشي عبر شارع بريزيدنت حتى أصل إلى سهل مترامي الأطراف، وكان منزل الرئيس كروجر
2
يقع في ذلك الشارع، وكان يتسم بالتواضع والبساطة وغير محاط بحديقة، فلم يكن هناك ما يميز المنزل عن بقية المنازل المجاورة له، وكانت منازل العديد من الأثرياء في بريتوريا أكثر فخامة من منزله ومحاطة بالحدائق. في الحقيقة، كان الرئيس كروجر معروفا ببساطته، ولولا الشرطي الواقف أمام المنزل ما انتبه المارة إلى أن المنزل يخص أحد المسئولين، وكنت عادة ما أسير على طريق المشاة مارا بذلك الشرطي دون أن يتعرض لي.
كان الشرطي يتغير من وقت إلى آخر، وفي أحد المرات، دفعني الشرطي المسئول وجرني بعيدا عن الطريق دون سابق إنذار ودون حتى أن يطلب مني الابتعاد عن الطريق، فهالني الموقف كثيرا. وقبل أن أستفسر عن تصرفه هذا، وجدت السيد كوتس، الذي كان مارا من نفس الشارع على ظهر حصان، يهتف قائلا: «لقد رأيت كل ما حدث يا غاندي. ويسعدني أن أشهد معك في المحكمة إذا ما قاضيت ذلك الشرطي، أعتذر لتعرضك لمثل هذا الاعتداء العنيف.»
فأجبته قائلا: «لا داعي للاعتذار؛ فالشرطي لا يعرف شيئا، فالملونون جميعا عنده سواء. لا شك أنه يعامل الزنوج بنفس الطريقة التي عاملني بها، ولقد عاهدت نفسي ألا أقاضي أي شخص لمظلمة تخصني، ولذلك لن أقاضي ذلك الشرطي.»
فقال لي: «هكذا أنت دائما يا غاندي، لكن أرجو أن تعيد التفكير في الأمر. يجب علينا أن نلقن من هم على شاكلة ذلك الشرطي درسا.» ثم تحدث السيد كوتس إلى الشرطي وعنفه بشدة، ولم أستطع فهم الحديث الذي دار بينهما لأنهما كانا يتحدثان باللغة الهولندية نظرا لكون الشرطي من البوير، فاعتذر لي الشرطي مع عدم وجود حاجة للاعتذار، فقد كنت سامحته بالفعل.
على أنني لم أسر في ذلك الشارع منذ ذلك الحين، فسوف يأتي أشخاص آخرون مكان ذلك الشرطي، ويمكن أن يتصرفوا مثلما تصرف هو لجهلهم بما حدث، فلماذا أخاطر بتعرضي للضرب مرة أخرى من غير داع؟ فاخترت طريقا آخر للمشي.
زادت هذه الواقعة من شعوري بمعاناة الجالية الهندية، فناقشت معهم فكرة رفع دعوى في حالة الحاجة إلى ذلك، بعد رؤية المعتمد السياسي البريطاني لمناقشة هذه القوانين.
وهكذا استطعت أن أدرس الأوضاع القاسية التي تعانيها الجالية الهندية عن كثب، ليس فقط من خلال ما قرأته وسمعته ولكن من خلال التجربة الشخصية أيضا. واتضح لي أن الهنود لا يلاقون الاحترام الملائم في جنوب أفريقيا، وأصبح ذهني مشغولا أكثر فأكثر بكيفية تحسين هذه الأوضاع.
لكن مهمتي الرئيسية في ذلك الحين كانت تقتصر على حضور قضية السيد دادا عبد الله.
ناپیژندل شوی مخ