قال: نعم، وهو أيضا خطيبها، وقد قدما ومعهما الرجل الكهل الذي ذكرته، وهو الوصي عليهما، فأقاموا في دير خالد يتربصون للفتك بأمير المؤمنين، وهذا ما ساعدني على كشف أمر الرجل وإيقاعه في الشرك وهو يهم بتلك الجريمة.
فبهت عبيد الله وصدق كلام شمر مما لاحظه من القرائن الأخرى، فقال له: لماذا لم تطلع الخليفة على هذا السر؟ إني خائف أن يكون قبولها الزواج بالخليفة مكيدة، وأخشى أن تكون عازمة على الفتك غدرا بأمير المؤمنين.
قال: لقد لمحت له تلميحا، ولكنه لفرط شغفه بها وسرعته في الذهاب إليها لم يدع لي مجالا للكلام أو زيادة التفصيل.
قال: لا أستبعد أن تكون ناوية قتله، ولا سيما إذا كانت ثابتة على رأيها ثبات ابن عمها، وقد شاهدنا ما كان من عناده في هذا النهار، أو أن تكون كأبيها الذي قتله عناده لأنه لم يلعن عليا كما تعلم، وما العمل الآن؟ يجب أن نبلغ الخليفة الأمر لئلا نلوم أنفسنا فيما بعد.
قال: الرأي رأيك، ولا بد من البت في الأمر قبل انقضاء الليل.
فأطرق عبيد الله برهة ثم نهض من فراشه بغتة وقال: إلي بفتح خصي أمير المؤمنين؛ لأنفذه إليه الآن.
فأسرع شمر حتى أتى غرفة «فتح» بباب دار النساء، فأيقظه ودعاه إلى عبيد الله، فنهض حتى دخل على ابن زياد وهو يخطر في الغرفة، فلما أقبل عليه ناداه وقال له: اذهب إلى الخليفة الآن على عجل، وقل له إني أريد أن أخاطبه في أمر ذي شأن.
فضحك «فتح» وقال: كأنك لا تدري أين هو الليلة؟
قال: إني عالم بمجلسه، ولولا ذلك لدخلت عليه وكلمته.
قال: وكيف أدخل عليه وهو في مجلس طرب وسرور وقد أوصى أن يترك وحده؟! ليس يجسر على الصعود إلى المقصورة أحد.
ناپیژندل شوی مخ