قالت: قل، بالله قل، إني مصغية.
قال: أتعملين بما أقول لك؟
قالت: نعم، أفعل كل ما تريده، ولو أمرتني بأن أدفن نفسي حية.
قال: اطلب إليك أن تعتزلي هذا العالم وتأتي معي إلى دير نقيم به لا نرى فيه الناس ولا نسمع بمظالمهم.
فجاء ذلك الاقتراح صدمة قوية على قلبها فقالت: وعبد الرحمن؟
قال: لا تسأليني، بل افعلي ما أقوله لك.
فسكتت ولم تدر بم تجيبه، ولكنها عولت على الإصغاء لقوله فقالت: وأي دير تريد أن نقيم به؟ أنقيم بهذا الدير؟
قال: كلا، لا نقيم في جوار أولئك الظالمين، هيا بنا إلى دير بحيراء في بصرى، وإن كان يعز علي أن أفارق هذا القبر. قال ذلك واختنق صوته.
قالت: وأين هو هذا الدير؟
قال: على بضع مراحل من هذا المكان في جهة البلقاء.
ناپیژندل شوی مخ