ومن تلك الساعة، الرقصة تتلو الرقصة، وأنا قبلة الأنظار، ومطمح أبصار الراقصات.
دراقة
من تشابيه الإفرنج قولهم للمرأة الجميلة المشبع وجهها حمرة وبياضا إنها دراقة (دراقن في القاموس). إنه لتشبيه جميل وصحيح، وأرجو أن يشيع في العربية.
أليس الخد المشبع حمرة وبياضا أقرب إلى تلك الثمرة الطيبة الشهية منه إلى الجسم البارد والمستدير، القمر؟
ولكن العرب شبهوا المرأة بالقمر، ولم يشبهوها بالدراقة.
لعل تلك الثمرة لم تكن في بلادهم، بل قد تكون سمرة نسائهم أبعدت عنهم ذلك التشبيه. فلما جئنا نحن فاستعرنا الألفاظ الأدبية ولم نستعر الروح، بقينا نشبهها بالقمر، ولم نستنبط لها تشبيها جديدا.
ما أصدق ذلك التشبيه في الاسكوتلندية الفاتنة التي أراقصها. الآن وصلنا إلى مس هدسون.
أسرت إلي أن الرقص أتعبها، فأخذت بيدها واتكأنا على خشب الباخرة، ووجمنا صامتين.
جبل من الخشب والحديد يسير في سهل من الماء، والبحر قد استحالت زرقته إلى السواد، وجماله إلى الرهبة والخشوع. وفي الشمال يلتمع الهلال، وهو ابن يومين، وفوقه الزهرة في عز ملك الصبا جمالا وبريقا.
أخذ الهلال يهبط رويدا رويدا، فيتغير لونه؛ ابيضاضه أصبح احمرارا كالجمر. إنه لامس الأفق البعيد، فنشر نوره على البحر بساطا من الحمرة الموردة، وبقيت زهرة مشعشعة قبالتي، وزهرة إلى جانبي مائلة برأسها على كتفي بشغف وطهر.
ناپیژندل شوی مخ