151

Garden of the Devout

روضة العابدين

خپرندوی

مكتبة الجيل الجديد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

د خپرونکي ځای

صنعاء - اليمن

ژانرونه

خَلِيلًا﴾ [الفرقان: ٢٨] ﴿لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولًا﴾ [الفرقان: ٢٩]. تاسعًا: ضعف المجاهدة للنفس حتى تصير هي الآمر الناهي لصاحبها، ولو جاهدها فألزمها الرباط في حصن الفضائل لصار لها قائدًا إلى الخير. عاشرًا: حرص النفس وتوقانها إلى ما مُنعت منه، قال ابن الجوزي: " تأملت حرص النفس على ما منعت منه فرأيت حرصها يزيد على قدر قوة المنع، ورأيت في الشرب الأول، أن آدم ﵇ لما نهي عن الشجرة حرص عليها مع كثرة الأشجار المغنية عنها، وفي الأمثال: [المرء حريص على ما منع، وتواق إلى ما لم ينل]، ويقال: [لو أمر الناس بالجوع لصبروا، ولو نهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه]. وقالوا: ما نهينا عنه إلا لشيء! وقد قيل: [أحب شيء إلى الإنسان ما مُنعا]. فلما بحثت عن سبب ذلك وجدت سببين: أحدهما: أن النفس لا تصبر على الحصر .. ولهذا لو قعد الإنسان في بيته شهرًا لم يصعب عليه، ولو قيل له: لا تخرج من بيتك يومًا طال عليه، والثاني: أنها يشق عليها الدخول تحت حكم؛ ولهذا تستلذ الحرام ولا تكاد تستطيب المباح؛ ولذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى، وتؤثره لا على ما يؤثر" (^١). أضرار الذنوب: مِنْ أحسن من سرد أضرار الذنوب وآثارها السيئة: ابن قيم الجوزية ﵀ في كتابه" الجواب الكافي"، وسأذكر ما ذكره هناك، على وجه الإيجاز من غير تفصيل ولا استدلال؛ خشية الإطالة. قال ﵀: وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرِّة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله، فمنها: حرمان العلم، وحرمان الرزق، ووحشة

(^١) صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص: ٢٤).

1 / 155