في سبيل العقيدة الإسلامية

Abd al-Latif Soltani d. 1404 AH
150

في سبيل العقيدة الإسلامية

في سبيل العقيدة الإسلامية

خپرندوی

دار البعث للطباعة والنشر قسنطينة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م

د خپرونکي ځای

الجزائر

ژانرونه

مختارا، لهذا جازاه الله وعاتبه على ذلك بالعذاب العظيم، في الدنيا والآخرة. أما النوع الثاني: وهو من أظهر خلاف ما أبطن كما فعل عمار بن ياسر مع معذبيه، فأظهر لهم خلاف ما أبطن، وقال ما قال اتقاء لشرهم وتعذيبهم له، وذلك ليخففوا عنه العذاب، فهذا لا حرج عليه في سلوكه مع معذبيه أعداء الله هذا المسلك، إذا أظهر لهم أنه موافقهم على ما طلبوه منه - ظاهرا فقط - فقد طلبوا منه الكفر بالله وبالدين وبالرسول ﷺ، ليكفوا عن تعذيبه، فأجابهم إلى ما طلبوه منه واتبع رأيهم في الظاهر، فهذا لا شيء عليه كما تقدم ولا يخاف عذاب الله على كفره به - ظاهرا - لأنه اتقى به فقط عذاب معذبيه، والله ﷻ قال: «إلا أن تتقوا منهم تقاة» سورة آل عمران، والرسول ﷺ قال: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه). رواه ابن ماجه من أبي ذر ﵁، وفي رواية أخرى عند ابن ماجه عن ابن عباس ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)، وفي كلا سند الحديتين للعلماء مقال. ولبيان كل ما تقدم يظهر هذا في قوله تعال: «ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم

1 / 155