194

الفتوحات المکيه

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

1418هـ- 1998م

د خپرونکي ځای

لبنان

مثل الخلاء امتداد ماله طرف . . . في غير جسم بوهم فيه تجسيم اعلم أولا أن الله تعالى هو الأول الذي لا أولية لشيء قله ولا أولية لشيء يكون قائما به أو غير قائم به معه فهو الواحد سبحانه في أوليته فلا شيء واجب الوجود لنفسه إلا هو فهو الغني بذاته على الإطلاق عن العالمين قال تعالى والله غني عن العالمين بالدليل العقلي والشرعي فوجود العالم لا يخلوا أما أن يكون وجوده عن الله لنفسه سبحانه ولا مر زائد ما هو نفسه إذ لو كان نفسه لم يكن زائدا ولو كان نفسه أيضا لكان مركبا في نفسه وكانت الأوليه لذلك الأمر الزائد وقد فرضنا أنه لا أولية لشيء معه ولا قيله فإذا لم يكن ذلك الأمر الزائد نفسه فلا يخلو إما أن يكون وجودا أو لا وجودا محال أن يكون لا وجود فإن لا وجود لا يصح أن يكون له أثر إيجاد فيما هو موصوف بأن لا وجود وهو العالم فليس أحدهما بأولى بتأثير الإيجاد من الآخر إذ كلاهما أن لا وجود فإن لا وجود لا أثر له لأنه عدم ومحال أن يكون وجودا فإنه لا يخلو عند ذلك إما أن يكون وجوده لنفسه أو لا يكون محال أن يكون وجوده لنفسه فإنه قد قام الدليل على إحالة أن يكون في الوجود اثنان واجبا لوجود لأنفسهما فلم يبق إلا أن يكون وجوده بغيره ولا معنى لا مكان العالم إلا أن وجوده بغيره فهو العالم إذن أو من العالم ولو كان وجود العالم عن الله لنسبة ما لولاها ما وجد العالم تسمى تلك النسبة ولا معنى للإفتقار إلا هذا وهو محال على الله فإن الله له الغنى على الإطلاق فهو كما قال غني عن العالمين فإن قيل إن المراد بالنسبة عين ذاته قلنا فالشيء لا يكون مفتقرا إلى نفسه فإنه غني لنفسه فيكون الشيء الواحد فقيرا من حيث ما هو عني كل ذلك لنفسه وهو محال وقد نفينا المر الزائد فاقتضى ذلك أن يكون وجود العالم من حيث ما هو موجود بغيره مرتبطا بالواجب الوجود لنفسه وإنعين الممكن محل تأثير الواجب الوجود لنفسه بالإيجاد ولا يعقل إلا هكذا فمشيئته وإرادته وعلمه وقدرته ذاته تعالى الله أن يتكثر في ذاته علوا كبيرا بل له الوحدة المطلقة وهو الواحد الأحد الله الصمد لم يلد فيكون مقدمة ولم يولد فيكون نتيجة ولم يكن له كفؤا أحد فيكون به وجود العالم نتيجة عن مقدمتين عن الحق والكفؤ تعالى الله وبهذا وصف نفسه سبحانه في كتابه لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة ربه فنزلت سورة الإخلاص تخلصت من الإشتراك مع غيره تعالى الله في تلك النعوت المقدسة والأوصاف فما من شيء نفاه في هذه السورة ولا أثبته إلا وذلك المنفي أو المثبت مقالة في الله لبعض الناس وبعد أن بينا لك ما ينبغي أن يكون عليه من نحن مفترقون إليه وهو الله سبحانه فلنبين ما بوبنا عليه فاعلم أن نسبة الأزل إلى الله نسبة الزمان إلينا ونسبة لازل نعت سلبي لا عين له فلا يكون عن هذه الحقيقة وجود فيكون الزمان للممكن نسبة متوهمة الوجود لا موجودة لأن كل شيء تفرضه يصح عنه السؤال بمتى ومتى سؤال عن زمان فلا بد أن يكون الزمان أمرا متوهما لا وجودا ولهذا أطلقه الحق على نفسه في قوله وكان الله بكل شيء عليما ولله المر من قبل ومن بعد وفي السنة تقرير قول السائل أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ولو كان الزمان أمرا وجوديا في نفسه ما صح تنزيه الحق عن التقيد إذ كان حكم لزمان يقيده فعرفنا أن هذه الصيغ ماتحتها أمر وجودي ثم نقول إن لفظة الزمان اختلف الناس في معقولها ومدلولها فالحكماء تطبقه بازاء أمور مختلفة وأكثرهم عل أنه مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك والمتكلمون يطلقونه بإزاء أمر آخر وهو مقارنة حادث لحادث يسأل عنه بمتى والعرب تطلقه وتريد به الليل والنهار وهو مطلوبنا في هذا الباب والليل والنهار فصلا اليوم فمن طلوع الشمس إلى غروبها يسمى نهارا ومن غروب الشمس إلى طلوعها يسمى ليلا وهذه العين المفصلة تسمى يوما وأظهر هذا اليوم وجود الحركة الكبرى وما في لوجود العيني إلا وجود المتحرك لا غير وما هو عين الزمان فرجع محصول ذلك إلى أن الزمان أمر متوهم لا حقيقة له وإذا تقرر هذا فاليوم المعقول المقدر هو المعبر عنه بالزمان الموجود وبه تظهر الجمعات والشهور والسنون والدهور وتسمى أيا وتقدر بهذا اليوم الأصغر المعتاد الذي فصله الليل والنهار فالزمان المقدر هو ما زاد على هذا اليوم الأصغر الذي تقدر به سائر الأيام الكبار فيقال في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون وقال في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وقال عليه السلام في أيام الدجال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم فقد يكون هذا لشدة الهول فرفع الأشكال ظاهر إتمام الحديث في قول عائشة فكيف يفعل في الصلاة في ذلك اليوم قال يقدر لها فلولا أن الأمر في حركات الأفلاك على ما هو عليه باق ما اختل ما صح أن يقدر لذلك بالساعات التي يعمل صورتها أهل هذا العلم فيعلمون بها الأوقات في أيام الغيم إذ لا ظهور للشمس فيكون في أول خروج الدجال تكثر الغيوم وتتوالى بحيث أن يستوي في رأي العين وجود الليل والنهار وهو من الأشكال الغريبة التي تحدث في آخر الزمان فيحول ذلك الغيم المتراكم بيننا وبين السماء والحركات كما هي فتظهر الحركات في الصنائع العملية التي عملها أهل صنعة العلماء بالهيئة ومجاري النجوم فيقدرون بها الليل والنهار وساعات الصلوات بلا شك ولو كان ذلك اليوم الذي هو كسنة يوما واحدا لم يلزمنا أن نقدر للصلوات فإنا ننتظر زوال الشمس فما لم نزل لا نصلي الظهر المشروع ولو أقامت لا تزول ما مقداره عشرون ألف سنة لم يكلفنا الله غير ذلك فلما قرر الشارع العبادة بالتقدير عرفنا أن حركات الأفلاك على بابها لم يختل نظامها فقد أعلمتك ما هو الزمان وما معنى نسبة الوجود إليه ونسبة التقدير فالأيام كثيرة ومنها كبير وصغير فاصغرها الزمن الفرد وعليه يخرج كل يوم هو في شأن فسمي الزمن الفرد يوما لأن الشأن يحدث فيه فهو أصغر الأزمان وأدقها ولا حد لأكبرهاقال في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وقال عليه السلام في أيام الدجال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم فقد يكون هذا لشدة الهول فرفع الأشكال ظاهر إتمام الحديث في قول عائشة فكيف يفعل في الصلاة في ذلك اليوم قال يقدر لها فلولا أن الأمر في حركات الأفلاك على ما هو عليه باق ما اختل ما صح أن يقدر لذلك بالساعات التي يعمل صورتها أهل هذا العلم فيعلمون بها الأوقات في أيام الغيم إذ لا ظهور للشمس فيكون في أول خروج الدجال تكثر الغيوم وتتوالى بحيث أن يستوي في رأي العين وجود الليل والنهار وهو من الأشكال الغريبة التي تحدث في آخر الزمان فيحول ذلك الغيم المتراكم بيننا وبين السماء والحركات كما هي فتظهر الحركات في الصنائع العملية التي عملها أهل صنعة العلماء بالهيئة ومجاري النجوم فيقدرون بها الليل والنهار وساعات الصلوات بلا شك ولو كان ذلك اليوم الذي هو كسنة يوما واحدا لم يلزمنا أن نقدر للصلوات فإنا ننتظر زوال الشمس فما لم نزل لا نصلي الظهر المشروع ولو أقامت لا تزول ما مقداره عشرون ألف سنة لم يكلفنا الله غير ذلك فلما قرر الشارع العبادة بالتقدير عرفنا أن حركات الأفلاك على بابها لم يختل نظامها فقد أعلمتك ما هو الزمان وما معنى نسبة الوجود إليه ونسبة التقدير فالأيام كثيرة ومنها كبير وصغير فاصغرها الزمن الفرد وعليه يخرج كل يوم هو في شأن فسمي الزمن الفرد يوما لأن الشأن يحدث فيه فهو أصغر الأزمان وأدقها ولا حد لأكبرها يوقف عنده وبينهما أيام متوسطة أولها اليوم المعلوم في العرف وتفصله الساعات والساعات تفصلها الدرج والدرج تفصله الدقائق وهكذا إلى ما لا يتناهى عند بعض الناس فإنهم يفصلون الدقائق إلى ثوان فلما دخلها حكم العدد كان حكمها العدد والعدد لا يتناهى فالتفصيل في ذلك لا ينتهي وبعض الناس يقولون بالتناهي في ذلك وينظرونه من حيث المعدود وهم الذين يثبتون أن للزمان تعينا موجودة ولك ما دخل في الوجود فهو متناه بلا شك والمخالف يقول المعدود من كونه يعد ما دخل في الوجوه فلا يوصف بالتناهي فإن العدد لا يتصف بالتناهي وبهذا يحتج منكر الجوهر الفرد وإن الجسم ينقسم إلى مالا نهاية له في العقل وهي مسئلة خلاف بين أهل النظر حدثت من عدم الإنصاف والبحث عن مدلول الألفاظ وقد ورد في الخبر الصحيح أن من أسماء الله الدهر ومعقولية الدهر معلومة نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في هذا الكتاب والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى الجزء السابع والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

الباب الستون في معرفة العناصر وسلطان العالم العلوي على العالم السفلي

وفي أي دورة كان وجود هذا العالم الإنساني من دورات الفلك الأقصى وأية روحانية لنا

إن لعناصر أمهات أربع . . . وهي البنات لعالم الأفلاك

عنها تولدنا فكان وجودنا . . . في عالم الأركان والأملاك

مخ ۳۶۶