الفتوحات المکيه

ابن عربي d. 638 AH
174

الفتوحات المکيه

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

1418هـ- 1998م

د خپرونکي ځای

لبنان

أحد ما مثله أحد . . . بكمال النعت منفرد اعلم يا ولي إن لله عبادا من حيث اسمه الرحمن وهو قوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما يقول تعالى يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ولله عباد يأتي إليهم الرحمن من اسمه الرب فإن الله يقول قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى فكماله من الإسم الله الأسماء الحسنى كذلك له من الأسم الرحمن الأسماء الحسنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا إلى السماء الدنيا وقال وجاء ربك فثم إتيان عام مثل هذا وهو الإتيان للفصل والقضاء وثم إتيان خاص بالرحمة لمن اعتنى به من عباده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اشتد كربه من المنازعين أني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمين وهو ما مشى إلى اليمين لكن النفس أدركه من قبل اليمين وما أدركه حتى أتاه فجاء بالتنفيس من الشدة والضيق الذي كان فيه بالأنصار رصى الله عن جميعهم فتقدم إليه النفس في باطنه وقلبه مبشرا بما يظهره الله من نصرة الدين وإقامته على أيدي الأنصار ولقد جرى لنا في حديث الأنصار ما نذكره إن شاء الله وذلك أنه عندنا بدمشق رجل من أهل الفضل والأدب والدين يقال له يحيى بن الأخفس من أهل مراكش كان أبوه يدرس العربية بها فكتب إلى يوما من منزله بدمشق وأنا بها يقول لي في كتابه يا ولي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة بجامع دمشق وقد نزل بمقصورة الخطابة إلى جانب خزانة المصحف المنسوب إلى عثمان رضي الله عنه والناس يهرعون إليه ويدخلون عليه يبايعونه فبقيت واقفا حت خف الناس فدخلت عليه وأخذت يده فقال لي هل تعرف محمدا قلت له ابن العربي قال فقلت له نعم أعرفه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا قد أمرناه بأمر فقل له يقول لك رسول الله انهض لما أمرت به وأصحبه أنت فإنك تنتفع بصحبته وقل له يقول لك رسول الله امتدح الأنصار ولتعين منهم سعد بن عبادة ولا بد ثم استدعى بحسان بن ثابت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حسان حفظه بيتا يوصله إلى محمد بن العربي يبني عليه وينسج على منواله في العروض والروي فقال حسان يا يحيى خذ إليك وأنشدني بيتا وهو

شغف السهاد بمقلتي ومزاري . . . فعلى الدموع معولي ومشاري

وما زال يردده علي حتى حفظته ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مدح النصار فاكتبه بخط بين واحمله ليلة الخميس إلى تربة هذا الذي تسمونها قبرا لست فستجد عندها شخصا اسمه حامد فادفع إليه المديح فلما أخبرني بذكل هذا الرائي وفقه الله عملت القصيدة من وقتي من غير فكرة ولا روية ولا تثبط ودفعت القصيدة إليه فكتب إلي أنه لما جاء قبرا لست وصل إليه بعد العشاء الآخرة قال فرأيت رجلا عند القبر فقال لي ابتداء أنت يحيى الذي جاء من عند فلان وسماني قال فقلت له نعم قال فأين القصيد الذي مدح به الأنصار عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هو ذا عندي فناولته إياه فقرب من الشمعة ليقرأ القصيدة فلم أره يخبر ذلك الخط فقلت له تأمرني أنشدتك إياها قال نعم فأنشدته إياها وهذا نص القصيدة

قال ابن ثابت الذي فخرت به . . . فقر الكلام ونشأ الأشعار

شغف السهاد بمقلتي ومزاري . . . فعلى الدموع معولي ومشاري

وكانت أمي تنسب إلى الأنصار فقلت

فلذا جعلت الذي فخرت به . . . فقر الكلام ونشأة الأشعار

فأقول مبتدئا لطاعة أحمد . . . في مدح قوم سادة أبرار

إني امرؤ من جملة الأنصار . . . فإذا مدحتهمو مدحت نجاري

بسيوفهم قام الهدى وبهم علت . . . أنواره في رأس كل منار

قاموا بنصر لها شمي محمد . . . المصطفى المختار من مختار

صحبوا النبي بنية وعزائم . . . فازوا بهن حميدة الآثار

باعوا نفوسهمو لنصرة دينه . . . ولذاك ما صحبوه بالإيثار

عنهم كنى المختار بالنفس الذي . . . يأتيه من يمن مع الأقدار

سعد سليل عبادة فخرت به . . . يوم السقيفة جملة الأنصار

لله آساد لكل كريهة . . . نزلت بدين الله والأخيار عزوا بدين الله في أعزازهم . . . دين الهدى بالعسكر الجرار

فيهم علا يوم القيامة مشهدي . . . وبهم ترى يوم الورود فخارى

مخ ۳۳۷