الفتوحات المکيه

ابن عربي d. 638 AH
171

الفتوحات المکيه

الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

1418هـ- 1998م

د خپرونکي ځای

لبنان

إنما كان كذا الكذا إنما انقسم العالم شقي وسعيد للأسماء الإلهية فإن الرتبة الإلهية تطلب لذاتها أن يكون في العالم بلاء وعافية ولا يلزم من ذلك دوام شيء من ذلك إلا أن يشاء الله فقد كان ولا عالم وهو مسمى بهذه الأسماء فالأمر في هذا مثل الشرط والمشروط ما هو مثل العلة والمعلول فلا يصح المشروط ما لم يصح وجود الشرط وقد يكون الشرط وقد يكون الشرط وإن لم يقع المشروط فلما رأينا البلاء والعافية قلنا لا بد لهما من شرط وهو كون الحق إلها يسمى بالمبلي والمعذب والمنعم وكما إن كل ممكن قابل لأحد الحكمين أعني الضدين هو قابل أيضا لإنتفاء أحد الضدين فالعالم كله مممكن فجائز أن ينتفي عنه أحد الحكمين فلا يلزم الخلود في الدار الآخرة في العذاب ولا في النعيم بل ذلك كله ممكن فجائز أن ينتفي عنه أحد الحكمين فلا يلزم الخلود في الآخرة في العذاب ولا في النعيم بل ذلك كله ممكن فإن ورد الخبر الإلهي الذي يفيد العلم بالنص الذي لا يحتمل التأويل بخلود الالم في أحد الحكمين أو بوقوع كل حكم في جزء من العالم معين وخلود ذلك الجزء فيه إلى ما لا يتناهى قبلناه وقلنا به وما ورد من الشارع أن العالم الذي هو في جهنم الذين هم أهلها ولا يخرجون منها أن بقاءهم فيها لوجود العذاب فكما ارتفع حكم العذاب عن ممكن ماوهم أهل الجنة كذلك يجوز أن يرتفع عن أهل النار توجود العذاب مع كونهم في النار لقوله وما هم بحارجين من النار وقال سبقت رحمتي غضبي ولا يلزم من وجود الشرط وجود المشروط فيكون الله إلها بجميع أسمائه ولا عذاب في العالم ولا ألم لأنه ليس ارتفاعه عن ممكن ما بأولى من ارتفاعه عن جميع الممكنات فلم يبق بأيدينا من طريق العقل دليل على وجود العذاب دائما ولا غيره فليس إلا النصوص المتواترة أو الكشف الذي لا يدخله شبهة فليس للعقل رده إذا ورد من الصادق النص الصريح أو الكشف الواضح

مسئلة أخرى من هذا الباب

إنما صحت الصورة لآدم لخلقه باليدين فاجتمع فيه حقائق العالم بأسره والعالم يطلب الأسماء الإلهية فقد إجتمع فيه الأسماء الإلهية ولهذا خص آدم عليه السلام بعلم الأسماء كلها التي لها توجه إلى العالم ولم يكن ذلك العلم أعطاه الله اللملائكة وهم العالم الأعلى الأشرف قال الله عز وجل وعلم آدم الأسماء كلها ولم يقل بعضها وقال عرضهم ولم يقل عرضها فدل علىأنه عرض المسمين لا االأسماء وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم غيبك فإن كان هذا الدعاء دعا به قبل نزول سورة البقرة عليه فلا معارضة بين الخبر والآية عند من يقول بأن الأسماء هنا هي الأسماء الإلهية فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن له علم بما خص الله به آدم على الملائكة كما قال صلى الله عليه وسلم ما أدرى ما يفعل بي ولا بكم أن أتبع إلا ما يوحى به إلي وإن كان دعا به بعد نزول سورة البقرة فيكون بريد قوله كلها الأسماء الإلهية التي تطلب الآثار في العالم وما تعبد به من أسماء التنزيه والتقديس وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة فأحمد ربي بمحامد يعلمنيها الله لا أعلمها الآن مع قوله في حديث الضربة فعلمت علم الأولين والآخرين ومن علم الأولين علم الأسماء التي علمها الله آدم وربما يكون من علم الآخرين علم هذه المحامد التي يحمد بها ربه يوم القيامة

مسئلة أخرى من هذا الباب

مخ ۳۳۳