الفتوحات المکيه
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
خپرندوی
دار إحياء التراث العربي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
1418هـ- 1998م
د خپرونکي ځای
لبنان
يقول القسم نتيجة التهمة والحق يعامل الخلق من حيث ما هم عليه لا من حيث ما هو عليه ولهذا لم يول الحق تعالى للملائكة لأنهم ليسوا من عالم التهمة وليس لمخلوق أن يقسم بمخلوق وهو مذهبنا وإن أقسم بمخلوق عندنا فهو عاص ولا كفارة عليه إذا حنث وعليه التوبة مما وقع فيه لا غير وإنما أقسم الحق بنفسه حين أقسم بذكر المخلوقات وحذف الاسم يدل على ذلك إظهار الاسم في مواضع من الكتاب العزيز مثل قوله ' فورب السماء والأرض ' ' برب المشارق والمغارب ' فكان ذلك إعلاما في المواضع التي لم يجر للاسم ذكر ظاهر أنه غيب هنالك لأمر أراده سبحانه في ذلك يعرفه من عرفه الحق ذلك من نبي وولي ملهم فإن القسم دليل على تعظيم المقسم به ولا شك أنه قد ذكر في القسم من يبصر ومن لا يبصر فدخل في ذلك الرفيع والوضيع والمرضي عنه والمغضوب عليه والمحبوب والممقوت والمؤمن والكافر والموجود والمعدوم ولا يعرف منازل الأقسام إلا من عرف عالم الغيب فيغلب على الظن أن الاسم الإلهي هنا مضمر وقد عرفناك أن علامل الغيب هو الطول وعالم الشهادة هو العرض منزل الأنية ويشتمل على منازل منها منزل سليمان عليه السلام دون غيره من الأنبياء ومنزل الستر الكامل ومنزل اختلاف المخلوقات ومنزل الروح ومنزل العلوم وفيه أقول :
أنية قدسية مشهودة . . . لوجودها عند الرجال منازل
تفنى الكيان إذا تجلت صورة . . . في سورة أعلامها تتفاضل
وتريك فيك وجودها بنعوتها . . . خلف الظلال وجودها لك شامل
يقول إن الحقيقة الإلهية المعنوية بنعوت التنزيه إذا شوهدت تفني كل عين سواها وإن تفاضلت مشاهدها في الشخص الواحد بحسب أحواله وفي الأشخاص لاختلاف أحوالهم لما أعطت الحقيقة أنه لا يشهد الشاهد منا إلا نفسه كما لا تشهد هي منا إلا نفسها فكل حقيقة للأخرى مرآة المؤمن مرآة أخيه ليس كمثله شيء منزل الدهور يحتوي هذا المنزل على منازل منها منزل السابقة ومنزل العزة ومنزل روحانيات الأفلاك ومنزل الأمر الإلهي ومنزل الولادة ومنزل الموازنة ومنزل البشارة باللقاء وفيه أقول :
ومن المنازل ما يكون مقدرة . . . مثل الزمان فإنه متوهم
دلت عليه الدائرات بدورها . . . وله التصرف والمقام الأعظم
يقول لما كان الأزل أمرا متوهما في حق الحق كان الزمان أيضا في حق الحق أمرا متوهما أي مدة متوهمة تقطعها حركات الأفلاك فإن الأزل كالزمان للخلق فافهم منزل لام الألف هذا منزل الالتفاف والغالب عليه الائتلاف لا الاختلاف قال تعالى ' والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ' وهو يحتوي على منازل منها منزل مجمع البحرين وجمع الأمرين ومنزل التشريف المحمدي الذي إلى جانب المنزل الصمدي وفيه أقول :
منازل اللام في التحقيق والألف . . . عند اللقاء انفصال حال وصلهما
هما الدليل على من قال إن أنا . . . سر الوجود وإني عينه فهما
مخ ۲۳۴