83

ييقى لمن يشهد هذا الأمر همة يتصرف بها، والهمة لا تفعل إلا بالجمعية التي لا متسع(1) لصاحبها إلى غير ما اجتمع عليه ؟ وهذه المعرفة تفرق: عن هذه الجمعية . فيظهر العارف(2) التام المعرفة بغاية العجز والضعف . قال بعض الأبدال للشيخ عبدالرزاق(3) رضي الله عنه قل للشيخ أبي مدين بعد السلام عليه يا أبا مدين لم لا يعتاص علينا شيء وأنت تعتاص عليك الأشياء : ونحن نرغب في مقامك وأنت لا ترغب في مقامنا؟

وكذلك كان مع كون أبي مدين رضي الله عنه كان عنده ذلك المقام وغيره : ونحن أتم في مقام الضعف والعجز51-1)منه .ومع هذا قال له هذا البدل ما قال.وهذا امن ذلك القبيل أيضا . وقال صلى الله عليه وسلم في هذا المقام عن أمر الله له بذلك وما أدري ما يفعل بي ولا بكم، إن اتبع إلا ما يوحى إلي . فالرسول بحكم ما يوحى إليه به(4) ما عنده غير ذلك. فإن أوحي إليه بالتصرف بجزم(5) تصرف : وإن منع امتنع؛ وإن خير اختار ترك(6) التصرف إلا أن يكون ناقص المعرفة . قال أابو السعود لأصحابه المؤمنين به إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة وتركناه تظرفا . هذا لسان إدلال(7). وأما نحن فماتر كناه تظرفأ -وهو تركه إيثارا وانما تركناه لكمال المعرفة، فإن المعرفة لا تقتضيه بحكم الاختيار . فمتى تصرف العارف بالهمة في العالم فعن أمر إلهي وجبر لا باختيار . ولا نشك(8) أن مقام الرسالة يطلب التصرف لقبول الرسالة التي جاء بها فيظهر عليه ما يصدقه عند أمته وقومه ليظهر دين الله. والولي ليس كذلك. ومع هذا فلا يطلبه الرسول في الظاهر لأن للرسول

مخ ۱۲۹