فاذن ما ثم شريك على الحقيقة ، فإن كل واحد على حظه مما قيل فيه إن بينهما مشاركة فيه . وسبب ذلك الشركة: المشاعة ، وإن كانت مشاعة فإن التصريف من أحدهما يزيل الإشاعة . " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن " هذا روح المسألة.
24 - فص حكمة إمامية في كلمة هارونية
اعلم أن وجود هارون عليه السلام كان من حضرة الرحموت بقوله تعالى"ووهبنا له من رحمتنا " يعني لموسى "أخاه هارون نبيا . فكانت نبوته من حضرة الرحموت فإنه أكبر من موسى سنا ، وكان موسى أكبر منه نبوة . ولما كانت نبوة هارون من حضرة الرحمة ، لذلك قال لأخيه موسى عليهما السلام يابن أم " فناداه بأمه لا بأبيه إذ كانت الرحمة للأم دون الأب أوفر في الحكم . ولولا تلك الرحمة ما صبرت على مباشرة التربية . ثم قال ولا تأخذ بلحيتي (88-ا) ولا برأسي ولا تشمت بي الأعداء " . فهذا كله نفس من أنفاس الرحمة. وسبب ذلك عدم التثبت في النظر فيما كان في يديه من الألواح التي ألقاها من يديه . فلو نظر فيها نظر تثبت لوجد فيها الهدى والرحمة . فالهدى بيان ما وقع من الأمر الذي أغضبه مما هو هارون بريء منه . والرحمة بأخيه، فكان لا يأخذ بلحيته بمرأى من قومه مع كبره وأنه أسن منه . فكان(1) ذلك من هارون شفقة على موسى لأن نبوة هارون من رحمة الله، فلا يصدر منه إلا مثل هذا. ثم قال هارون لموسى عليهم السلام "إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل" فتجعلني سببا في تفريقهم
مخ ۱۹۱