معدومة في الحكم لأن الذي قام به العلم يسمى عالما وهو الحال . فعالم ذات موصوفة بالعلم ، ما هو عين الذات ولا عين العلم ، وما ثم إلا علم وذات قام بها هذا العلم . وكونه عالما حال هذه الذات باتصافها بهذا المعنى . فحدثت نسبة العلم إليه ، فهو المسمى عالما . والرحمة على الحقيقة نسبة من الراحم ، وهي الموجب للحكم ، وهي الراحمة(2) . والذي أوجدها في المرحوم ما أوجدها ليرحمه بها وانما أوجدها ليرحم بها من قامت به (3) . وهو سبحانه ليس بمحل للحوادث فليس بمحل لإيجاد الرحمة فيه . وهو الراحم ، ولا يكون الراحم راحما الا بقيام الرحمة به . فثبت أنه عين الرحمة . ومن لم يذق هذا الأمر ولا كان له فيه قدم ما (4) اجترأ أن يقول إنه عين الرحمة أو عين الصفة ، فقال ما هو عين الصفة ولا غيرها . فصفات الحق عنده لا هي هو (81-1) ولا هي غيره ، لأنه لا يقدر على نفيها ولا يقدر أن يجعلها عينه ، فعدل إلى هذه العبارة وهي(5) حسنة ، وغيرها أحق بالأمر منها وأرفع للاشكال ، وهو القول بنفي أعيان الصفات وجودأ قائما بذات الموصوف . وإنما هي نسب وإضافات بين الموصوف بها وبين أعيانها المعقولة . وإن كانت الرحمة (6) جامعة فإنها بالنسبة إلى كل اسم إلهي مختلفة ، فلهذا يسأل سبحانه أن يرحم بكل اسم إلهي . فرحمة الله والكناية (7) هي التي وسعت كل شيء . ثم لها شعب كثيرة تتعدد بتعدد الأسماء الإلهية . فما تعم بالنسبة إلى ذلك الاسم الخاص الإلهي في قول السائل رب ارحم ، وغير ذلك من الأسماء. حتى المنتقم له أن يقول يا منتقم ارحمني ؛ وذلك لأن هذه الأسماء تدل على الذات المسماة، وتدل
مخ ۱۷۹