لم يحاسبه . وأرجو من الله في العلم خاصة أنه لا يحاسبه به . فإن أمره لنبيه عليه السلام يطلب الزيادة من العلم عين أمره لأمته : فإن الله يقول " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة *. وأي أسوة أعظم من هذا التأسي لمن عقل عن الله تعالى. ولو نبهنا على (1) المقام السليماني على تمامه لرأيت أمرا يهولك الاطلاع عليه فإن أكثر علماء هذه الطريقة جهلوا حالة(2) سليمان ومكانته وليس الأمر كما زعموا.
17 - فص حكمة وجودية في كلمة داودية
اعلم أنه لما كانت النبوة والرسالة اختصاصا إلهيا ليس فيها شيء من الاكتساب: أعني نبوة التشريع ، كما كانت عطاياه تعالى لهم عليهم السلام من هذا القبيل مواهب ليست جزاء : ولا :يطلب: عليها منهم جزاء. فإعطاؤه إياهم على طريق الإنعام والإفضال. فقال تعالى ووهبنا (70-1) له اسحق ويعقوب - يعني لإبراهيم الخليل عليه السلام ؛ وقال في أيوب "ووهبنا له أهله ومثلهم معهم * ؛ وقال في حق موسى "ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ، إلى مثل ذلك. فالذي تولاهم أولا هو الذي تولاهم في عموم أحوالهم أو أكثرها وليس إلا اسمه الوهاب . وقال في حق داود "ولقدآتينا داود منا فضلا ، فلم يقرن به جزاء يطلبه منه ، ولا أخبر أنه أعطاه هذا الذي ذكره (3) جزاء .
ولما طلب الشكر على ذلك العمل طلبه من آل داود ولم يتعرض لذكر داود ليشكره (4) الآل على ما أنعم به على داود. فهو في حق داود عطاء نعمة وإفضال ، وفي حق آله على غير ذلك لطلب المعاوضة فقال تعالى و اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور " . وإن كانت الأنبياء عليهم السلام
مخ ۱۶۰