للعبد ، والهوية مدرجة فيه أي في اسمه لا غير لأنه تعالى عين ما ظهر . وسمي خلقا وبه كان الاسم الظاهر والآخر للعبد ؛ وبكونه لم يكن ثم كان . وبتوقف ظهوره عليه وصدور العمل منه كان الاسم الباطن والأول . فإذا رأيت الخلق رأيت الأول والآخر والظاهر والباطن . وهذه معرفة لا يغيب عنها سليمان بل هي من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده ، يعني الظهور به في عالم الشهادة فقد أوتي محمد صلى الله عليه وسلم ما أوتيه سليمان، وما ظهر به : فمكنه الله تعالى تمكين قهر من العفريت (64 -ب) الذي جاءه بالليل ليفتك (1) به فهم بأخذه وربطه بسارية من سواري المسجد حتى يصبح فتلعب به ولدان المدينة فذكر دعوة سليمان عليه السلام فرده الله (2) خاسئا . فلم يظهر عليه السلام بما أقدر عليه وظهر بذلك سليمان(3). ثم قوله " "ملكا " فلم يعم، فعلمنا أنه يريد ملكا ما . ورأيناه قد شورك في كل جزء من الملك الذي أعطاه الله ، فعلمنا أنه ما اختص إلا بالمجموع من ذلك ، وبحديث (4) العفريت ، أنه ما اختص إلا بالظهور . وقد يختص بالمجموع والظهور. ولو لم يقل صلى الله عليه وسلم في حديث العفريت "فأمكنني الله منه " لقلنا إنه لما هم بأخذه ذكره(5) الله دعوة سليمان ليعلم أنه لا يقدره الله على أخذه . فرده الله خاسئا . فلما قال فأمكنني الله منه علمنا أن الله تعالى قد وهبه التصرف فيه . ثم إن الله ذكره فتذكر دعوة سليمان فتأدب معه ، فعلمنا من هذا أن الذي لا ينبغي لأحد من الخلق بعد سليمان الظهور بذلك في العموم. وليس غرضنا من هذه المسألة إلا الكلام والتنبيه على الرحمتين اللتين ذكرهما سليمان في الاسمين اللذين تفسيرهما بلسان العرب الرحمن الرحيم . فقيد
مخ ۱۵۲