وصية وإنذار
كُتبت سنة ١٩٦٤ (١)
لمّا أخذت القلم لأكتب هذه الكلمة ذكرت أول مرة جئت فيها الحجاز وعرفت فيها الأخ المزروع؛ لقد كان ذلك من إحدى وثلاثين سنة، تبدَّلت فيها الدنيا غيرَ الدنيا وغدا الناسُ
_________
(١) كان للشيخ عبد الله المزروع كرّاس دأب على أن يستكتب فيه مَن يَمُرّ بمكة من الأعلام ومشاهير الرجال، واستمر على ذلك ثلاثين عامًا حتى اجتمعت له طائفة كبيرة من هذه الكلمات، وتوفي ولمّا ينشرها. ثم أخرجه بعد وفاته ولدُه الدكتور أحمد في كتاب اسمه «وصايا أساطين الدين والأدب والسياسة»، وقد نشرت الكتابَ ووزّعته «دار المنارة» التي تنشر كتب الشيخ علي الطنطاوي. قال الدكتور أحمد في مقدمته للكتاب: "كنت خارجًا من بيت الله الحرام فالتقيت بفضيلة العالم الأجل الشيخ علي الطنطاوي، وقدمت له نفسي، فابتدرني يسألني عن كرّاس نادر جمعه والدي ﵀ بخط كثير من الشخصيات والعلماء الوافدين للحج أو للعمرة، وحثّني على الاهتمام بهذا الكراس وطباعته ... ". والكلمة التي تقرؤونها هنا واحدة من الكلمات التي يضمها الكتاب المذكور، استخرجتها منه وأضفتها إلى هذا الكتاب لمناسبتها له، ولأن قلة من محبّي الشيخ والباحثين عن تراثه سيقرؤون كتاب الشيخ المزروع، رحم الله الاثنين (مجاهد).
1 / 73