اتفاق الدعاة
حديث أذيع سنة ١٩٧٤
تكلمت البارحة كلامًا عامًا توجّهت به إلى السامعين من متعلمين وغير متعلمين ومن الرجال ومن النساء، حاولت فيه أن أنشر من حولهم أَرَج المحبة وصفاء الود ومحو الخلافات أو تناسيها، وأنا أحب أن أوجه الليلة مثل هذا الكلام إلى إخواني العلماء والدعاة على وجه التخصيص، لا إلى علماء هذا البلد وحده، بل إلى علماء كل بلد يصل إليه كلامي فيسمعه أو يُنقَل إليه فيعيه ويفهمه.
وأنا أقوله والله بإخلاص، ولست أحمل لأحد من العلماء ضِغنًا ولا بغضًا، وكيف أحذّر من شيء وأنا مبتلى به، فأكون كمَن يأمر الناس بالبِرّ وينسى نفسه؟ وأنا أعوذ بالله من أن أكونه.
نحن نحتاج إلى الدعوة إلى الله، فمن الذي يدعو إليه وإلى دينه؟ ونحن نحتاج إلى من يعلّم الناس الإسلام ويشرحه لهم، فمن يشرح للناس الإسلام؟ الجَهَلة والفُسّاق؟ العلماء طبعًا.
وأنا أعرف من العلماء عشرات وعشرات في كل بلد زرته (وقد زرت أكثر بلاد الإسلام)، علماء هم في الفهم والعلم
1 / 61