أَنه يقوم مقَام جمَاعَة عُلَمَاء فَدخلت الْهَاء فِيهِ لتأنيث الْجَمَاعَة الَّتِي هِيَ فِي مَعْنَاهُ وَلِهَذَا يُقَال الله علام وَلَا يُقَال لَهُ عَلامَة كَمَا يُقَال إِنَّه يقوم مقَام جمَاعَة عُلَمَاء فَأَما قَول من قَالَ إِن الْهَاء دخلت فِي ذَلِك على معنى الداهية فَإِن ابْن درستوية رده وَاحْتج فِيهِ بِأَن الداهية لم تُوضَع للمدح خَاصَّة وَلَكِن يُقَال فِي الذَّم والمدح وَفِي الْمَكْرُوه والمحبوب قَالَ وَفِي الْقُرْآن (والساعة أدعى وَأمر) وَقَالَ الشَّاعِر من الطَّوِيل
(لكل أخي عَيْش وَإِن طَال عمره ... درويهية تصفر مِنْهَا الأنامل)
يَعْنِي الْمَوْت وَلَو كَانَت الداهية صفة مدح خَاصَّة لَكَانَ مَا قَالَه مُسْتَقِيمًا وَكَذَلِكَ قَوْله لحانه شبهوه بالبهيمة غلط الْبَهِيمَة لَا تلحن وَإِنَّا يلحن
من يتَكَلَّم والداهية اسْم من أَسمَاء الفاعلين الْجَارِيَة على الْفِعْل يُقَال دهى فَهُوَ داه وللأنثى داهية ثمَّ يلْحقهَا التَّأْنِيث على مَا يُرَاد بِهِ للْمُبَالَغَة فيستوي فِيهِ الذّكر وَالْأُنْثَى مثل الرِّوَايَة وَيجوز أَن يُقَال إِن الرجل سمي داهية كَأَنَّهُ يقوم مقَام جمَاعَة دهاه وَرِوَايَة كَأَنَّهُ يقوم مقامت جمَاعَة رَوَاهُ على مَا ذكر قبل وَهُوَ قَول الْمبرد
1 / 87