لأَنهم يحسبون عَلَيْهِ حَيَاته والعقال مَا يحبس النَّاقة عَن الانبعاث قَالَ وَهَذَا أحب إِلَيّ فِي حد الْعقل لَا يشتهون القبائح وَالْمَنْع من ركُوبهَا لِأَن فِي أهل الْجنَّة عقلا لَا يشتهون القبائح وَلَيْسَت علومهم منعا وَلَو كَانَ الْعقل منعا لَكَانَ الله تَعَالَى عَاقِلا لذاته وَكُنَّا معقولين لِأَنَّهُ الَّذِي منعنَا وَقد يكون الْإِنْسَان عَاقِلا كَامِلا مَعَ ارتكابه القبائح وَلما لم يجز أَن يُوصف الله بِأَن لَهُ علوما حصرت معلوماته لم يجز أَن يُسمى عَاقِلا وَذَلِكَ أَنه عَالم لذاته بِمَا لَا نِهَايَة لَهُ من المعلومات ولهذه الْعلَّة لم يجز أَن يُقَال إِن الله مَعْقُول لنا لِأَنَّهُ لَا يكون محصورا بعلومنا كَمَا لَا تحيط بِهِ علومنا
الْفرق بَين الْعقل والإرب
أَن قَوْلنَا الإرب يُفِيد وفور الْعقل
من قَوْلهم عظم مؤرب إِذا كَانَ عَلَيْهِ لحم كثير وافر وقدح أريب وَهُوَ الْمُعَلَّى وَذَلِكَ أَنه يَأْخُذ النَّصِيب المؤرب أَي الوافر
الْفرق بَين الْعقل واللب
أَن قَوْلنَا اللب يُفِيد أَنه من خَالص صِفَات الْمَوْصُوف بِهِ وَالْعقل يُفِيد أَنه يحصر مَعْلُومَات الْمَوْصُوف بِهِ فَهُوَ مفارق لَهُ من هَذَا الوجهولباب الشَّيْء ولبه خالصه وَلما لم يجز أَن يُوصف اللنه تَعَالَى بمعان بَعْضهَا أخْلص من بعض لم يجز أَن يُوصف باللب
الْفرق بينالعقل وَالنَّهْي
أنالنهي هُوَ النِّهَايَة فِي المعارف الَّتِي لَا يحْتَاج إِلَيْهَا فِي مُفَارقَة الْأَطْفَال وَمن يجْرِي مجراهم وَهِي جمع وَاحِدهَا النهية وَيجوز أَن يُقَال إِنَّهَا تفِيد أَن الْمَوْصُوف بهَا يصلح أَن يَنْتَهِي إِلَى رأية وَسمي الغدير نهيا لِأَن السَّيْل يَنْتَهِي إِلَيْهِ والتنهية الْمَكَان الَّذِي يَنْتَهِي إِلَيْهِ السَّيْل وَالْجمع التناهي وَجمع النهى أَنه وأنهاء
1 / 84