وَجه وَاضح وَلَا خَفِي وَهُوَ كَقَوْلِك لَا يحس وَهَذَا قَول من يَقُول إِن الشُّعُور هُوَ أَن يدْرك بالمشاعر وَهِي الْحَواس كَمَا أَن الإحساس هُوَ الْإِدْرَاك بالحاسة وَلِهَذَا لَا يُوصف الله بذلك
الْفرق بَين الْبَصِير والمستبصر
أَن الْبَصِير على وَجْهَيْن أَحدهمَا الْمُخْتَص بِأَنَّهُ يدْرك الْمصر إِذا وجد وَأَصله الْبَصَر وَهُوَ صِحَة الرُّؤْيَة وَيُؤْخَذ مِنْهُ صفة مبصر بِمَعْنى رَاء والرائي هُوَ الْمدْرك للمرئي وَالْقَدِيم رَاء بِنَفسِهِ وَالْآخر الْبَصِير بِمَعْنى الْعَالم تَقول مِنْهُ هُوَ بَصِير وَله بِهِ بصر وبصير أَي علم والمستبصر هُوَ الْعَالم بالشَّيْء بعد تطلب الْعلم كَأَنَّهُ طلب الإبصار مثل المستفهم والمستخبر المتطلب للفهم وَالْخَبَر وَلِهَذَا يُقَال إِن الله بَصِير وَلَا يُقَال مستبصر وَيجوز أَن يُقَال إِن الاستبصار هُوَ أَن يَتَّضِح لَهُ الْأَمر حَتَّى كَأَنَّهُ يبصره وَلَا يُوصف الله تَعَالَى بِهِ لِأَن الاتضاح لَا يكون إِلَّا بعد الخفاء
وَمِمَّا يجْرِي مَعَ هَذَا
الْفرق بَين الْبَصَر وَالْعين
أَن الْعين آله الْبَصَر وَهِي الحدقة
وَالْبَصَر اسْم للرؤية وَلِهَذَا يُقَال إِحْدَى عَيْنِيَّة عمياء وَلَا يُقَال أحد بصرية أعمى وَرُبمَا يجْرِي الْبَصَر على الْعين الصَّحِيحَة مجَازًا وَلَا يَجْزِي على الْعين العمياء فيدلك هَذَا على أَنه اسْم للرؤية على مَا ذكرنَا وَيُسمى الْعلم بالشَّيْء إِذا كَانَ جليا بصرا يُقَال لَك فِيهِ بصر يُرَاد أَنَّك تعلمه كَمَا يرَاهُ غَيْرك
الْفرق بَين التَّعْلِيم والتلقين
أَن التَّلْقِين يكون فِي الْكَلَام فَقَط والتعلسم يكون فِي الْكَلَام وَغَيره تَقول لقنه الشّعْر وَغَيره وَلَا يُقَال لقنه التِّجَارَة والنجارة والخياطة كَمَا يُقَال علمه فِي جَمِيع ذَلِك وَأُخْرَى فَإِن التَّعْلِيم يكون فِي الْمرة الْوَاحِدَة والتلقين لَا يكون غلا فِي المرات وَأُخْرَى فَإِن التَّلْقِين هُوَ مشافهتك الْغَيْر بالتعليم وإلقاء القَوْل إِلَيْهِ ليأخذه عَنْك وَوضع الْحُرُوف موَاضعهَا والتليم لَا يَقْتَضِي ذَلِك وَلِهَذَا لَا يُقَال إِن الله يلقن العَبْد كَمَا يُقَال إِن الله يُعلمهُ
1 / 82