بِمَعْنى الْخَتْم لَا فرق بَينهمَا لِأَنَّهُمَا لُغَتَانِ
الْفرق بَين الْخَتْم والطبع
أَن الطَّبْع أثر يثبت فِي المطبوع وَيلْزمهُ فَهُوَ يُفِيد من معنى الثَّبَات واللزوم مَا لَا يفِيدهُ الْخَتْم وَلِهَذَا قيل طبع الدِّرْهَم طبعا وَهُوَ الْأَثر الَّذِي يؤثره فَلَا يَزُول عَنهُ كَذَلِك أَيْضا طبع الدِّرْهَم طبعا وَهُوَ الْأَثر الَّذِي يؤثره فَلَا يَزُول عَنهُ كَذَلِك أَيْضا قيل طبع الأنسان لِأَنَّهُ ثَابت غير زائل وَقيل طبع فلَان على هَذَا الْخلق إِذا كَانَ لَا يَزُول عَنهُ وَقَالَ بَعضهم الطَّبْع عَلامَة تدل على كنة الشَّيْء قَالَ وَقيل طبع الْإِنْسَان لدلالته على حَقِيقَة مزاجه من الْحَرَارَة والبرودة قَالَ وطبع الدِّرْهَم عَلامَة جَوَازه
الْفرق بَين الْعلَّة وَالدّلَالَة
أَن كل عِلّة مطردَة منعكسة وَلَيْسَ كل دلَالَة تطرد وتنعكس أَلا ترى أَن الدّلَالَة على حدث الْأَجْسَام هِيَ اسْتِحَالَة خلوها عَن الْحَوَادِث وَلَيْسَ ذَلِك بمطرد فِي كل مُحدث لِأَن الْعرض مُحدث وَلَا تحله الْحَوَادِث وَالْعلَّة فِي كَون المتحرك متحركا هِيَ الْحَرَكَة وَهِي مطردَة فِي كل متحرك وتنعكس فَلَيْسَ بِشَيْء يحدث فِيهِ حَرَكَة إِلَّا وَهُوَ متحرك وَلَا متحرك إِلَّا وَفِيه حَرَكَة
الْفرق بَين الْعلَّة وَالسَّبَب
أَن الْعلَّة مَا يتَأَخَّر عَن الْمَعْلُول كَالرِّيحِ
وَهُوَ عِلّة التِّجَارَة يتَأَخَّر وَيُوجد بعْدهَا وَالدَّلِيل على أَنه عِلّة لَهَا أَنَّك تَقول إِذا قيل لَك لم تتجر قلت للربح وَقد أجمع أهل الْعَرَبيَّة أَن قَول الْقَائِل لم مطالة بِالْعِلَّةِ لَا بِالسَّبَبِ فَإِن قيل مَا أنْكرت أَن الرِّبْح عِلّة لحسن التِّجَارَة وَسبب لَهُ أَيْضا قُلْنَا أول مَا فِي ذَلِك أَنه يُوجب أَن كل تِجَارَة فِيهَا ربح حَسَنَة لِأَنَّهُ قد حصل فِيهَا عِلّة الْحسن كَمَا أَن كل مَا حصل فِيهِ ربح فَهُوَ تِجَارَة وَالسَّبَب لَا يتَأَخَّر عَن مسببه على وَجه من الْوُجُوه أَلا ترى أَن الرَّمْي الَّذِي هُوَ سَبَب لذهاب السهْم لَا يجوز أَن يكون بعد ذهَاب السهْم وَالْعلَّة فِي اللُّغَة مَا يتَغَيَّر حكم غَيره بِهِ وَمن ثمَّ قيل للمرض عِلّة لِأَنَّهُ يُغير حَال الْمَرِيض وَيُقَال للداعي إِلَى الْفِعْل عِلّة لَهُ تَقول فعلت كَذَا لعِلَّة كَذَا وَعند بعض الْمُتَكَلِّمين أَن الْعلَّة مَا توجب حَالا لغيره كالكون وَالْقُدْرَة وَلَا تَقول ذَلِك فِي
1 / 73