دارتانيان يتلقى نصيحة طيبة من السيد دي تريفي لكنه لا يعيرها كثير التفات
عندما خرج الجميع، وأقفل الباب، استدار السيد دي تريفي، فوجد نفسه وحيدا مع دارتانيان.
قال وهو يبتسم: «عفوا! عفوا، فقد نسيتك تماما. ماذا بوسعي أن أفعل؟ ليس القائد بأقل من رب أسرة، يحمل مسئولية ربما أكثر من مسئولية أي أسرة عادية.»
ابتسم دارتانيان، فحكم السيد دي تريفي، من هذه الابتسامة، على أن زائره ليس غبيا. وعلى ذلك غير مجرى الحديث، ودخل في الموضوع مباشرة.
قال: «إنني أحترم أباك كثيرا، فماذا بوسعي أن أفعل للابن؟ أرجوك أن تتكلم سريعا، فوقتي ليس ملكا لي.»
قال دارتانيان: «أتيت إلى هنا، يا سيدي، كي أكون في زمرة الفرسان. ولكن بعد كل ما رأيت في هذا الصباح، فإنني أرتجف خشية ألا أكون جديرا بها.»
قال السيد دي تريفي: «حسن، أيها الشاب. إنها في الحقيقة حظوة، ولكنها قد تكون أبعد من آمالك، على عكس ما يبدو لك. وبالطبع، فإن قرار جلالته ضروري دائما، ولكن يجب أن تبرهن أولا على جدارتك في عدة معارك، أو بالخدمة المقبولة لمدة سنتين في كتيبة ما، أقل درجة من كتيبتنا.»
واستطرد قائلا: «ولكن، إكراما لرفيقي السابق، أبيك، سأفعل لك شيئا؛ فإني أعتقد أنك لم تحضر معك نقودا كثيرة.»
استجمع دارتانيان نفسه وتكلم بلهجة الفخور، قائلا في وضوح: «إنني لم آت لأطلب صدقة من أي إنسان.»
قال السيد دي تريفي: «هذا كله حسن جدا، يا عزيزي الشاب! هذا كله حسن. أعرف شيمة أولئك الغسقونيين، فأنا نفسي جئت إلى باريس وفي كيس نقودي أربعة كراونات ليس غير. وكنت على استعداد لمواجهة أي شخص يتجاسر على أن يقول إنني لست في موقف يمكنني من شراء متحف اللوفر!»
ناپیژندل شوی مخ