فنون ایراني په اسلامي دور کې
الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي
ژانرونه
46 )، فإن المرء يؤخذ لأول وهلة بإبداع ألوانها وجلال مظهرها، ويرى فيها السماء بسحبها البيضاء، والنبي - عليه السلام - راكبا فرسه «البراق» ذات الوجه الآدمي، وفي يمين الصورة بالجزء السفلي نرى الأرض التي تركها النبي وحولها غلاف أبيض كروي، وأمام النبي سيدنا جبريل يقود الركب في السموات، وبين الرسول وسيدنا جبريل ملك مجنح يحمل مبخرة معلقة في عصاة ويخرج منها لهب ذهبي، وعلى يسار النبي
صلى الله عليه وسلم
ملك آخر يحمل صحنا فيه بخور يحترق، وفي الصورة ملائكة آخرون يحمل بعضهم أطباقا من الجواهر والفواكه وفي يد أحدهم تاج ثمين. وصفوة القول أن في الصورة خيالا واسعا وحركة وحياة تجعلها من أبدع آيات التصوير الإيراني. كما أننا نلاحظ في رسم النبي عليه السلام ما اتبعه الفنانون الإيرانيون في معظم الأحيان من إخفاء سحنة الرسل.
وفي مجموعة البارون موريس دي روتشيلد مخطوط من شاهنامه تاريخه سنة 944ه/1537م، وفيه 256 صورة كبيرة يظهر في رسمها أسلوب أعلام المصورين في المدرسة الصفوية، ولا سيما سلطان محمد. وأكبر الظن أنها من عمل تلاميذهم، ولكنها عظيمة الشأن؛ لأنها كثيرة العدد، وتجمع المميزات الفنية في المدرسة الصفوية مع شتى الموضوعات التي عرض لها المصورون من قصص الشاهنامه.
ومن المصورين الذين نسجوا على منوال سلطان محمد مصوران آخران هما شاه محمد الأصفهاني ومير نقاش. وأكبر الظن أن الأخير خلفه في إدارة مجمع الفنون. وقد امتاز هذا المصوران برسم شبان الطبقة الأرستقراطية في أوضاع أنيقة وأساليب متكلفة؛ كما يظهر في صورة محفوظة في متحف الفنون الجميلة بمدينة بوستن، وتمثل أميرا صفويا في يده زهرة
61
وعليها إمضاء شاه محمد، وكما يظهر في صورة أخرى من النوع نفسه محفوظة الآن في المتحف البريطاني، وتنسب إلى المصور مير نقاش.
أما مظفر علي فقد كان من تلاميذ بهزاد، واشترك في تصوير مخطوط نظامي الذي كتب للشاه طهماسب والمحفوظ في المتحف البريطاني، كما اشترك فيه أيضا المصوران ميرزا علي التبريزي ومير سيد علي. وامتاز الأخير بجمعه عدة مناظر، بعضها فوق بعض، في الصورة الواحدة، وبعنايته بتسجيل حياة المدن والريف في صوره. ويبدو ذلك في الصورة التي رسمها في المخطوط سالف الذكر، وهي تمثل عجوزا تقود «المجنون» أسيرا إلى خيمة ليلى،
62
وقد خرج المصور على التقاليد الموروثة؛ فصور ربع ليلى وما يجري فيه من الأعمال اليومية، وما أثاره قدوم «المجنون» من العداء والفضول؛ فليلى جالسة في خيمتها والعجوز على مقربة منها، ومعها المحب المتيم يرسف في قيوده، والصبية يقذفونه بالأحجار. وفي الصورة خيام أخرى انصرف من فيها من النساء إلى أعمالهن المنزلية، وثمة سيدة تجلب ماء من القناة، وأخرى تحلب شاة، وبجوارها راعيان يحرسان قطيعا من الغنم، وفي يد أحدهما مغزل بينما الثاني يعزف في مزمار.
ناپیژندل شوی مخ