وصوتك إذ ترجين أن يكون لقطرات الثلج أوبة ومعاد.
يئس المحب - إذن - من لقاء حبيبته، فلا أقل من أن يحفظ أبد الدهر نظراتها وصوتها، ثم يعود الشاعر في الجزء التالي فيهدئ من عاطفته الثائرة ليخفي عن نفسه مدى فادحته التي حلت به، ثم ليمني نفسه بحظوة عندها ضئيلة جدا، لكنها أصبحت في هذه الحالة اليائسة تكفيه:
لست أريد أن أقول لك إلا ما يقوله سائر الخلان،
أو أزيد عليهم بفكرة.
سأمسك يدك كما يمسكها بقية الإخوان،
أو أزيد عليهم بطول الفترة.
وهكذا نترك صاحبنا مغمورا بعاطفته حتى أطراف أنامله، كل أمله من حبيبته أن يضغط الضاغطون على يدها ثانيتين اثنتين، وأن تترك يدها في يده ثانيتين ونصف ثانية.
لقد حاولنا بهذا التحليل أن نوضح ما لعوامل التعبير الثلاثة من قوة؛ الألفاظ، ثم الصور، ثم طريقة السير في الموضوع. وكان ينبغي إتماما للتحليل أن نستعرض الأوزان والقوافي؛ لأن الصوت والنغم - كما قدمنا - جزء من التعبير، لكن ذلك لا يكون إلا في الأصل الموزون المقفى.
الفصل الثالث
كل فن لما خلق له
ناپیژندل شوی مخ