From the Margins of Ibrahim Al-Saqqa on the Interpretation of Abu Al-Saud
من حاشية إبراهيم السقا على تفسير أبي السعود
ژانرونه
﴿وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ يحاسبُ العبادَ على كثرتهم وكثرةِ أعمالهم في مقدار لمحة، فاحذَروا من الإخلال بطاعةِ مَنْ هذا شأنُ قدرتِه،
ــ
(يحاسب إلخ): فـ ﴿سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ بمعنى: سريع في الحساب (١)، كسريع السير.
والجملة تذييل (٢) لقوله: ﴿أُوْلَئِكَ﴾.
" يعني: أنه يجازيهم على قدر أعمالهم وأكسابهم، ولا يشغله شأن عن شأن؛ لأنه سريع في المحاسبة." (٣) (ع)
(في مقدار لمحة): " قال ولي الدين (٤): " لم أقف عليه."
قلت (٥): أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس: " إنما هي ضحوة (٦)، فيقبل أولياء الله على الأَسِرَّة (٧) مع الحور العين،
(١) على أن الإضافة معنوية بمعنى الظرفية.
(٢) التَذييل: تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها توكيدًا لمنطوقها، أو لمفهومها. وهو قسمان:
الأول: ما استقلّ معناه عمّا قبله فيجري مجرى المثل. نحو: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١]. والثاني: ما لا يستقلُّ معناه عمّا قبله. نحو: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٤]. ... ينظر: علوم البلاغة (١/ ١٩٥)، البلاغة العربية (٢/ ٨٦).
(٣) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٣٥ / ب).
وينظر: محاسن التأويل (٢/ ٧٩)، روح المعاني (١/ ٤٨٧).
(٤) ولي الدين: هو أحمد ابن الحافظ عبد الرحيم بن الحسين أبو زرعة الكردي، يعرف كأبيه بابن العراقي، المتوفي: ٨٢٦ هـ، كان عالما فاضلا، له تصانيف في الأصول والفروع، وفي شرح الأحاديث، ويد طولي في الإفتاء، اختصر الكشاف مع تخريج أحاديثه. ومن كتبه (الإطراف بأوهام الأطراف) للمزي، و(رواة المراسيل)، و(أخبار المدلسين)، و(ذيل) في الوفيات، وغير ذلك. ينظر: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (١/ ٣٣٦)، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (١/ ٧٢).
(٥) أي الإمام السيوطي في حاشيته.
(٦) الضَحْوَة: هيَ مِن طُلوعِ الشَّمسِ إِلَى أَنْ يَرْتفِعَ النهارُ وتَبْيضَّ جدًّا، ثم بعدها الضحى وَهِيَ حِينَ تُشْرِقُ الشَّمْسُ. ينظر: مختار الصحاح - مادة ضحا (١/ ١٨٣)، تاج العروس - مادة ضحو (٣٨/ ٤٥٤).
(٧) الأَسِرَّة: والسُرُر جَمْعُ: السَّرِيرِ، وَهُوَ المُضْطَجَع، ومَا يُجْلَسُ عَلَيْهِ، وَقَدْ يُعَبَّرُ بِالسَّرِيرِ عَنِ الْمُلْكِ وَالنِّعْمَةِ. ومجيئه في القرآن بلفظ السُرُر: ﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ﴾ [الحِجر: ٤٧]. ينظر: مختار الصحاح - مادة سرر (١/ ١٤٦)، تاج العروس- مادة سرر (١٢/ ١٤).
1 / 148