De augmentis Seientarium ، وتناول فيه المعارف البشرية من تاريخ وشعر وأخلاق وعلوم طبيعية وسياسية، مرتبا لها أماكنها ومقوما لها قيمها، وجاريا في ذلك على مجراه من تسخير العلوم لمنفعة البشر، وقياس الأخلاق بمقياس هذه المنفعة العامة، واعتبار الغرض الأسمى للسياسة أن تعنى الحكومة بالسيطرة على الطبيعة لا على الناس، تحقيقا للغرض الأخير من جميع المعارف والمساعي والجهود، وهو زيادة المسرة والراحة، ونقص الألم والعناء.
ومن كتبه العلمية التي لا تقرأ الآن إلا للتنقيب عن الآثار الماضية كتاب
Sylva Sylvarum ، الذي قصره على موضوعات أربعة: هي تاريخ الرياح، والحياة والموت، والكثافة والخفة، والصوت والسماع.
وأطرف كتبه بعد المقالات والأمثال التي ستأتي ترجمة بعضها كتاب ممتع عن حكمة القدماء، نشره في سنة 1610، وحاول فيه أن يفسر الأساطير القديمة تفسيرا يعبر عن غرض من أغراض الحكمة على سبيل الرمز والكناية، وفي مقالاته التالية نماذج منه تدل على سائره، وتغني عن التوسع في نقله.
وقد شغل في أواخر أيامه بالتاريخ، فتوفر على إخراج كتاب عن تاريخ هنري السابع في سنة 1622، ونقلنا في مختاراته شذرة منه تشير إلى منحاه.
ولم يشغله كثيرا أن يذيع آثاره القانونية مع اشتغاله بالقضاء والمحاماة، كأنه كان يهملها ولا يعتمد على سمعتها بين رجال القانون، فنشرت حكم القانون
Maxims of law
بعد موته سنة 1630، ونشرت كذلك طبعة ثانية من كتابه عن تطبيق القانون بعنوان آخر هو «عناصر القانون العام»
The elements the common law .
ولا تعرف لباكون رسالة في عالم العقيدة الدينية، كرسالته في العلم ولا كرسالته المحدودة في السياسة والقانون، وإنما كان الرجل متدينا كثير التلاوة للتوراة والإنجيل كما يؤخذ من كتاباته عامة، ومن مقالاته خاصة، ولم يعن بالكتابة في الشئون الدينية إلا لمصلحة الدولة، وعلاج مشكلات الكنيسة، ومشكلات الحكومة التي ترجع إليها، ولم يزل يتهيب الخوض في الأسرار الدينية، ويحيلها على أربابها من علماء الكنيسة، ويؤثر الدعة واتقاء القيل والقال، ويقارب هذه المسائل وما شابهها من مسائل السياسة، وهو يعلم - كما قال - أن أوضع الملق هو الملق للسواد والغوغاء. •••
ناپیژندل شوی مخ