169

Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

خپرندوی

جامعة المدينة العالمية

ژانرونه

حتى قال: "أطيعوني ما أطعتُ اللهَ ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم". وبهذه الخطبة الرائعة العظيمة، وضع أبو بكر الصديق ﵁ المعالم الواضحة للحُكم في الإسلام. ٦ - على الرعية -ولا سيما العلماء-: أن يقوموا بالنّصح بالقول أو بالكتابة لوليّ الأمْر، حسبما أمر به الله في قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل:١٢٥). ولقد بيّن الرسول ﷺ الحدود والإطار التي ينبغي أن يتحرّك فيها العلماء والدّعاة للتعامل مع أُولي الأمر؛ فعن أم المؤمنين أم سلمة ﵂، عن النبي ﷺ قال: «إنه يُستعمَل عليكم أمراء، فتعرفون وتُنكرون. فمَن كره فقد برئ، ومَن أنكر فقد سَلِمَ، ولكن مَن رضي وتابع». قالوا: أنقاتلهم، يا رسول الله؟ قال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة»، رواه مسلم. ومعنى الحديث الشريف: مَن كَرِه بقلبه ولم يستطع إنكارًا بيدٍ ولا لسان، فقد برئ من الإثم. ومَن أنكر بحسب طاقته، فقد سلِم من المعصية. ومن رضي بفعلهم وتابعهم فهو العاصي. ولقد نهى ﷺ عن منازعة الحاكم، والخروج عليه، فقال ﷺ فيما رواه عبادة بن الصامت: «بايعَنا رسولُ الله على السمع والطاعة، في العُسر واليُسر، والمنشط والمكره، وعلى أثَرة علينا، وعلى ألاّ نُنازع الأمْرَ أهلَه، إلاّ أن ترَوْا كُفرًا بواحًا عندكم من الله تعالى فيه برهان، وعلى أن نقول بالحق أينما كنّا، لا نخاف في الله لومةَ لائم»، متفق عليه.

1 / 185