فتنه لویه (بله برخه): علي او زامن یې
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
ژانرونه
لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين
فأجابه علي بآية أخرى:
فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ، وجعل الأمر يمعن في الفساد بين علي وبينهم حتى اعتزلوه مرة أخرى، وخرجوا مغاضبين قد أكفروه وأكفروا معاوية وانتبذوا محاربين، وجعل علي يقول: إن سكتوا تركناهم، وإن تكلموا حاججناهم، وإن أحدثوا فسادا قاتلناهم. ثم لم يلبثوا أن أحدثوا الفساد في الأرض، فكان القتال.
الفصل السادس والعشرون
واجتمع الحكمان في دومة الجندل أو في أذرح، أو في دومة الجندل أولا ثم في أذرح بعد ذلك، على اختلاف في ذلك كثير، ولكنهما اجتمعا وشهدهما أربعمائة من أصحاب علي، فيهم عبد الله بن عباس، وأربعمائة من أصحاب معاوية، وبعض المؤرخين يزعم أن معاوية كان من أصحابه، أو كان منهم غير بعيد.
ودعا الحكمان إلى شهود أمرهما جماعة من الذين اعتزلوا الفتنة منذ أولها فيهم عبد الله بن عمر، ومن الذين اعتزلوا الفتنة بأخرة فلم يشهدوا صفين كعبد الله بن الزبير، ودعوا سعد بن أبي وقاص فلم يستجب لهم على كثرة ما ألح عليه أحد أبنائه، ودعوا سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فلم يستجب لهم أيضا.
ثم أخذ الحكمان في أمرهما، ولم تكن مفاوضتهما على ملأ من الناس، وإنما كان كل واحد منهما يخلو إلى صاحبه فيديران الأمر بينهما، والغريب أن مقامهما في مكان التحكيم قد طال، وتفاوضهما في أمره قد كثر. ولكن المؤرخين لا يروون من ذلك إلا أطرافا مقتضبة فيها كثير من التناقض والاختلاف، وليس لذلك مصدر إلا أن الوثيقة التي جعلت إليهما الحكم في القضية كانت غامضة غير مبينة، وقد استيقن الحكمان فيما يظهر أنهما مفوضان في أن يتناظرا في كل ما اختلف الناس فيه، ثم يقضيان بعد ذلك برأي عدل ملائم لما في كتاب الله ولما في السنة الجامعة غير المفرقة، فاتفقا أولا على أن عثمان قتل مظلوما، وعلى أن معاوية هو ولي دمه، فمن حقه إذن أن يطالب بالقصاص من قاتليه، ولكن إلى من ينبغي أن يطلب معاوية هذا القصاص ؟ أيطلبه من علي، وهو يتهمه في التأليب على عثمان والتخذيل عنه؟ أم يأخذه بنفسه؟ فإذن فهي الحرب التي أمر الحكمان ألا يردا المسلمين إليها، وإذن فلا بد من اختيار إمام يرضاه الناس ويستطيع معاوية أن يطلب إليه إنفاذ قول الله عز وجل:
ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا .
ويقول المؤرخون إن عمرو بن العاص اقترح أن يكون هذا الإمام معاوية نفسه، وما أكاد أصدق هذا، فما أرى أن عمرا كان يستطيع بعد أن أثبت أن معاوية هو ولي عثمان أن يختاره للخلافة ليطلب إلى نفسه إنفاذ أمر الله، ولينفذه بعد ذلك فيقيد من قتلة عثمان ويكون خصما وحكما.
وقد يقال: لو قبل اقتراح عمرو ذاك وأصبح معاوية إماما لتنحى عن المطالبة بدم الخليفة المظلوم لأبناء عثمان أنفسهم، ولكن قوة معاوية إنما كانت تأتيه من النهوض في أمر عثمان، فلو قد تنحى عنه لما استطاع أحد أن يفهم لماذا صار إماما، ولم يكن في ذلك الوقت خير الأحياء من أصحاب النبي، فقد كان منهم نفر هم أعظم منه فضلا وسابقة، وأحسن منه بلاء وأقرب منه مكانا من رسول الله.
ناپیژندل شوی مخ