فتنه لویه (بله برخه): علي او زامن یې
الفتنة الكبرى (الجزء الثاني): علي وبنوه
ژانرونه
وما زال يقاتل حتى قتل.
وكذلك لم يكتف هؤلاء القوم بنكث البيعة التي أعطوها عليا، وإنما أضافوا إليها نكث الهدنة التي اصطلحوا عليها مع عثمان بن حنيف، وقتلوا من قتلوا من أهل البصرة الذين أنكروا نقض الهدنة، وحبس الأمير، وغصب ما في بيت المال، وقتل من قتلوا من حرسه، وكلهم كان من الموالي.
ولم يقف أمرهم عند هذا الحد، وإنما هموا أن يبطشوا بعثمان بن حنيف، لولا أن ذكرهم بأن أخاه سهل بن حنيف يدبر أمر المدينة من قبل علي، وبأنه خليق أن يضع السيف في بني أبيهم إن أصابوه بمكروه؛ فخلوا سبيله. وانطلق حتى أتى عليا في بعض طريقه إلى البصرة، فلما دخل عليه قال له مداعبا: يا أمير المؤمنين، أرسلتني إلى البصرة شيخا فجئتك أمرد.
ولم يكن من شأن هذه الأحداث التي أحدثها القوم في البصرة إلا أن توغر صدر علي وأصحابه، وتزيد الفرقة بين أهل البصرة الذين انقسموا على أنفسهم شر انقسام وأشده نكرا؛ فقد غضبت عبد القيس لحكيم بن جبلة؛ فخرجت مكابرة حتى أتت عليا فانضمت إلى جيشه، وأفلت من أصحاب حكيم حرقوص بن زهير، وهو من الذين ألبوا أشد التأليب على عثمان؛ فغضب له قومه وحموه وأبوا أن يسلموه، ثم اعتزلوا الناس مع الأحنف بن قيس في ستة آلاف.
واشتد الخلاف بين الناس بعد ذلك: قوم يخرجون إلى علي مسللين أو مكابرين، وقوم ينتظرون مقدم علي لينضموا إليه، وقوم ينضمون إلى طلحة والزبير ليحموا ثقل رسول الله عائشة ولينصروا حواري رسول الله الزبير، وقوم يريدون أن يعتزلوا الفتنة فرارا بدينهم، فمنهم من يتاح له الاعتزال ومنهم من يضطر إلى الفتنة اضطرارا. والرؤساء بعد ذلك ليسوا من الرضى وراحة الضمير بحيث يحبون، فطلحة والزبير يختلفان أيهما يصلي بالناس، ثم يتفقان بعد خطوب على أن يصليا بالناس هذا يوما وهذا يوما، وفي ضمير عائشة قلق لا يكاد يبين، مرت في طريقها بماء فنبحتها كلابه، وسألت عن هذا الماء، فقيل لها إنه الحوأب؛ فجزعت جزعا شديدا، وقالت: ردوني ردوني؛ قد سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول وعنده نساؤه: «أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟» وجاء عبد الله بن الزبير، فتكلف تهدئتها، وجاءها بخمسين رجلا من بني عامر يحلفون لها أن هذا الماء ليس بماء الحوأب.
فرقة ظاهرة واختلاف بين، وقلق خفي في الضمائر، وأطماع تظهر على استحياء ثم تستخفي على كره من أصحابها، كذلك كانت حال القوم حين أظلهم علي بمن معه من جند كثيف.
الفصل العاشر
وكانت حال علي وأصحابه على خلاف ذلك من جميع الوجوه، فلم يشك علي قط في أنه كان أحق الناس بالخلافة، فلما جاءته الخلافة استمسك بها ورأى أن حقه قد صار إليه.
ناپیژندل شوی مخ