فرق الشیعه
فرق الشيعة
خپرندوی
دار الأضواء
د چاپ کال
1404هـ - 1984م
د خپرونکي ځای
بيروت
وقال بعضهم قبل البلوغ هو إمام علي معنى أن الأمر له دون غيره إلى وقت البلوغ فإذا بلغ علم لا من جهة الإلهام والنكت ولا الملك ولا لشيء من الوجوه التي ذكرتها الفرقة المتقدمة لأن الوحي منقطع بعد النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع الأمة ولأن الإلهام إنما هو أن يلحقك عند الخاطر والفكر معرفة بشيء قد كانت تقدمت معرفتك به من الأمور النافعة فذكرته وذلك لا يعلم به الأحكام وشرائع الدين على كثرة اختلافها وعللها قبل أن يوقف بالسمع منها على شيء لأن أصح الناس فكرا وأوضحه خاطرا وعقلا وأحضره توفيقا لو فكر وهو لا يسمع بأن الظهر أربع والمغرب ثلاث والغداة ركعتان ما استخرج ذلك بفكرة ولا عرفه بنظرة ولا استدل عليه بكمال عقله ولا أدرك ذلك بحضور توفيقه ولا لحقه علم ذلك من جهة التوفيق أبدا ولا يعقل أن يعلم ذلك إلا بالتوقيف والتعليم فقد بطل أن يعلم شيئا من ذلك بالإلهام والتوفيق لكن نقول أنه علم ذلك عند البلوغ من كتب أبيه وما ورثه من العلم فيها وما رسم له فيها من الأصول والفروع وبعض هذه الفرقة تجيز القياس في الأحكام للإمام خاصة على الأصول التي في يديه لأنه معصوم من الخطأ والزلل فلا يخطيء في القياس وإنما صاروا ألى هذه المقالة لضيق الأمر عليهم في علم الإمام وكيفية تعليمه إذ ليس هو ببالغ عندهم وقال بعضهم الإمام يكون غير بالغ ولو قلت سنة لأنه حجة الله فقد يجوز أن يعلم وإن كان صبيا ويجوز عليه الأسباب التي ذكرت من الإلهام والنكت والرؤيا والملك المحدث ورفع النار والعمود وعرض الأعمال كل ذلك جائز عليه وفيه كما جاز ذلك عن سلفه من حجج الله الماضين واعتلوا في ذلك بيحيى بن زكريا وأن الله آتاه الحكم صبيا وبأسباب عيسى بن مريم وبحكم الصبي بين يوسف بن يعقوب وامرأة الملك وبعلم سليمان بن داود حكما من غير تعليم وغير ذلك فإنه قد كان في حجج الله ممن كان غير بالغ عند الناس وولد محمد بن علي بن موسى عليه السلام للنصف من شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة وأشخصه المعتصم في خلافته إلى بغداد فقدمها لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومأتين وتوفي بها في هذه السنة في آخر ذي القعدة ودفن في مقبرة قريش عند جده موسى بن جعفر عليه السلام وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرين يوما وأمه أم ولد يقال لها الخيزران وكانت قبل ذلك تسمى درة فسميت الخيزران وكانت إمامته سبع عشرة سنة فنزل اصحاب محمد بن علي عليه السلام الذين ثبتوا على أمامته إلى القول بإمامة ابنه ووصية علي بن محمد عليه السلام فلم يزالوا على ذلك سوى نفر منهم يسير عدلوا عنه إلى القول بإمامة أخيه موسى بن محمد ثم لم يلبثوا على ذلك إلا قليلا حتى رجعوا إلى إمامة علي ابن محمد عليه السلام ورفضوا إمامة موسى بن محمد فلم يزالوا كذلك حتى توفي علي بن محمد عليه السلام وكانت وفاته بسر من رأي وكان المتوكل أشخصه من المدينة مع يحيى بن هرثمة بن أعين يوم الإثنين لثلاث خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومأتين وهو يوم توفي ابن أربعين سنة وكان قدومه إلى سر من رأى يوم الثلثاء لسبع ليال بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين ومأتين وكان مولده يوم الثلثاء لثلاث عشرة ليلة مضت من رجب سنة أربع عشرة ومأتين وأقام بسر من رأى داره إلى أن توفي عشرين سنة وتسعة أشهر وعشرة أيام وكانت إمامته ثلاثا وثلاثين سنة وسبعة أشهر وأمه أم ولد يقال لها سوسن وقال بعضهم اسمها سمانة
مخ ۹۳