فرق الشیعه
فرق الشيعة
خپرندوی
دار الأضواء
د چاپ کال
1404هـ - 1984م
د خپرونکي ځای
بيروت
وصنوف الغالية افترقوا بعده على مقالات كثيرة واختلفوا ما في يد سلف أصحابهم ومذاهبهم فقالت فرقة منهم أن روح جعفر بن محمد جعلت في أبي الخطاب ثم تحولت بعد عيينة أبي الخطاب في محمد بن إسماعيل بن جعفر ثم ساقوا الإمامة في ولد محمد بن إسماعيل وتشعبت منهم فرقة من المباركية ممن قال بهذه المقالة تسمى القرامطة وإنما سميت بهذا برئيس لهم من أهل السواد من الأنباط كان يلقب قرمطويه كانوا في الأصل على مقالة المباركية ثم خالفوهم فقالوا لا يكون بعد محمد النبي صلى الله عليه وسلم إلا سبعة أئمة علي بن أبي طالب وهو إمام رسول والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ومحمد بن إسماعيل بن جعفر وهو الإمام القائم المهدي وهو رسول ، وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم انقطعت عنه الرسالة في حياته في اليوم الذي أمر فيه بنصب علي بن أبي طالب عليه السلام للناس بغدير خم فصارت الرسالة في ذلك اليوم في علي بن أبي طالب واعتلوا في ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه وأن هذا القول منه خروج من الرسالة والنبوة وتسليم منه في ذلك لعلي بن أي طالب بأمر الله عز وجل وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان مأموما لعلي محجوجا به فلمى مضى علي عليه السلام صارت الإمامة في الحسن ثم صارت من الحسن في الحسين ثم في علي بن الحسين ثم في محمد بن علي ثم كانت في جعفر بن محمد ثم انقطت عن جعفر في حياته فصارت في إسماعيل بن جعفر كما انقطعت الرسالة عن محمد صلى الله عليه وسلم في حياته ثم إن الله عز و جل بدا له في إمامة جعفر و إسماعيل فصيرها في محمد بن إسماعيل وأعتلوا في ذلك بخبر رووه عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال ما رايت بداء لله عز وجل في إسماعيل وزعموا أن محمد بن إسماعيل حي لم يمت وأنه في بلاد الروم وأنه القائم المهدي ومعنى القائم عندهم انه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وأن محمد بن إسماعيل من أولي العزم وأولوا العزم عندهم سبعة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم ، وعلي عليه السلام ومحمد بن إسماعيل على معنى أن السماوات سبع وأن الأراضين سع وأن الإنسان بدنه سع يداه ورجلاه وظهره وبطنه وقلبه وأن رأسه سبع عيناه وأذناه ومنخراه وفمه وفيه لسانه كصدره الذي فيه قلبه وأن الأئمة كذلك وقلبهم محمد بن إسماعيل ، واعتلوا في نسخ شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وتبديلها بأخبار رووها عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال لو قام قائمنا علمتم القرآن جديدا ، وأنه قال أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ونحو ذلك من أخبار القائم وأن الله تبارك وتعالى جعل لمحمد بن إسماعيل جنة آدم صلى الله عليه ومعناها عندهم الإباحة للمحارم وجميع ما خلق في الدنيا وهو قول الله عز وجل
﴿وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة﴾
أي موسى بن جعفر بن محمد وولده من بعده من ادعى منهم الإمامة وزعموا أن محمد بن إسماعيل هو خاتم النبيين الذي حكاه الله عز وجل في كتابه وأن الدنيا اثنتا عشرة جزيرة في كل جزيرة حجة وأن الحجج اثنا عشر ولكل حجة داعية ولكل داعية يد يعنون بذلك أن اليد رجل له دلائل وبراهين يقيمها ويسمون الحجة الأب والداعية الأم واليد الابن يضاهئون قول النصارى في ثالث ثلاثة أن الله الأب جل الله عن ذلك علوا كبيرا والمسيح عليه السلام الابن وأمه مريم عليها السلام والحجة الأكبر هو الرب وهو الأب والداعية هي الأم واليد هو الابن - كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا ، وزعموا أن جميع الأشياء التي فرضها الله تعالى على عباده وسنها نبيه صلى الله عليه وسلم وأمر بها لها ظاهر وباطن وأن جميع ما استعبد الله به العباد في الظاهر من الكتاب والسنة أمثال مضروبة وتحتها معان هي بطونها وعليها العمل وفيها النجاة وأن ما ظهر منها ففي استعماله الهلاك والشقاء وهي جزء من العقاب الأدنى عذب الله به قوما إذ لم يعرفوا الحق ولم يقولوا به ، وهذا أيضا مذهب عامة أصحاب أبي الخطاب ، واستحلوا استعراض الناس بالسيف وقتلهم على مذهب البيهسية والأزارقة من الخوارج في قتل أهل القبلة وأخذ أموالهم والشهادة عليهم بالكفر واعتلوا في ذلك بقول الله عز وجل
﴿فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم﴾
ورأوا سبي النساء وقتل الأطفال واعتلوا في ذلك بقول الله تبارك وتعالى
﴿لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا﴾
وزعموا أنه يجب عليهم أن يبدأوا بقتل من قال بالإمامة ممن ليس على قولهم وخاصة من قال بإمامة موسى بن جعفر وولده من بعده وتأولوا في ذلك قول الله تعالى
﴿قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة﴾
، فالواجب أن نبدأ بهؤلاء ثم بسائر الناس ، وعددهم كثير إلا أنه لا شوكة لهم ولا قوة وهم بسواد الكوفة واليمن أكثر ولعلهم أن يكونوا زهاء مائة ألف
مخ ۷۶