فنزلت هذه الفرقة القائلة بإمامة الحسن بن علي بعد أبيه إلى القول بإمامة أخيه الحسين عليهما السلام فلم تزل على ذلك حتى قتل في أيام يزيد بن معاوية قتله عبيد بن زياد الذي يقال له ابن أبي سفيان وهو ابن مرجانة وكان عامل يزيد بن معاوية على العراقيين الكوفة والبصرة فوجه إليه إلى البادية الجيوش فاستقبله بعضها بالبادية فلم يزالوا ماضين حتى وردوا كربلاء فبعث عبيد الله حينئذ عمر بن سعد بن أبي وقاص وجعله على محاربته فقتله عمر بن سعد وقتل عليه السلام بكربلاء يوم الإثنين يوم عاشوراء لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين وهو ابن ست وخمسين سنة وخمسة أشهر وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت إمامته ست عشرة سنة وعشرة أشهر وخمسة عشر يوما فلما قتل الحسين حارت فرقة من أصحابه وقالت : قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل الحسين لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقا واجبا صوابا من موادعته معاوية وتسليمه عند عجره عن القيام بمحاربتة مع كثرة أنصار الحسن وقوتهم فما فعله الحسين من محاربتة يزيد بن معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم وكثرة أصحاب يزيد حتى قتل وقتل أصحابه جميعا باطل غير واجب لأن الحسين كان أعذر في القعود عن محاربة يزيد وطلب الصلح و الموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية وإن كان ما فعله الحسين حقا واجبا صوابا من مجاهدتة يزيد ابن معاوية حتى قتل وقتل ولده وأصحابه فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد الكثير باطل فشكوا لذلك في إمامتهما ورجعوا فدخلوا في مقالة العوام وبقي سائر أصحاب الحسين على القول الأول بإمامته حتى مضى
ثم افترقوا بعده ثلاث فرق ففرقة قالت بإمامة محمد بن الحنفية وزعمت أنه لم يبق بعد الحسن والحسين أحد أقرب إلى أمير المؤمنين عليه السلام من محمد بن الحنفية فهو أولى الناس بالإمامة كما كان الحسين أولى بها بعد الحسن من ولد الحسن فمحمد هو الإمام بعد الحسين
مخ ۲۶