199

[تفسير قوله تعالى: وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا...الآية] وسألت: عن قول الله عز وجل: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين}[البقرة:23].

قال محمد بن يحيى عليه السلام: معنى قوله سبحانه: {وإن كنتم في ريب} فإنما أراد بذلك مخاطبة للمشركين من قريش وغيرها(1)، ومعنى {إن كنتم في ريب} هو إن كنتم في شك، والشك فهو قلة اليقين، وإذا قل اليقين وقع الارتياب والتكذيب، فقال سبحانه وجل عن كل شأن شأنه لهم عند ارتيابهم: {فأتوا بسورة من مثله} فإن لم تأتوا بها فاعلموا أنه من الله لعجزكم عنه ولو كان من الآدميين لجئتم بمثله.

ومعنى {ادعوا شهداءكم} فهو كباركم الذين تقدمونهم وتصدقونهم في أقوالهم وتستشهدونهم في أموركم وتشهدون لهم بالتقدمة عليكم، فأمر الله تبارك وتعالى أن يأتوا بأولئك المعظمين عندهم المقبولة شهادتهم لديهم فإن أتى(2) هؤلاء الشاكون وكبراؤهم بسورة مثل هذا القرآن فهم صادقون في قولهم أنه ليس من الله وذلك قوله عز وجل: {إن كنتم صادقين}، وعند عجزهم عن الإتيان بمثله يكونون من الكاذبين [683] وللحق من الرادين، وعند الله من المقبوحين، ولديه من المعذبين.

ومعنى المثل فهو الشبه للشيء حتى يكون مثله ويكون شبيها به، وإذا كان شبها(3) له وهو شكله وهو في منزلته والشبه(4) فهو المساوي والعرب تسمي المثل شبيها في الفعل والخلق وفي ذلك ما يقول الشاعر:

لم تك من شكلي ففارقتني

والناس أشكال لأشكال

[تفسير قوله تعالى: كلما رزقوا منها من ثمرات رزقا... الآية]

وسألت: عن قول الله سبحانه: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها}[البقرة:25].

مخ ۲۰۴