198

[تفسير سورة الفاتحة] وسألت: أرشد الله أمرك ووفق لقصد الحق طريقك: عن تفسير سورة الحمد وقد كنت سألت عنها أبي الهادي إلى الحق صلوات الله عليه وسأله بعض أصحابكم أيضا فقال: معنى قوله بسم الله فهو {بسم الله} يبدأ كل شيء، {الرحمن} فهو ذو الرحمة(1) والإحسان، {الرحيم} فهو(2) التعطف بالرحمة والامتنان، {الحمد لله}(3) فهو الشكر لله على نعمه وإحسانه والتمجيد لله والثناء عليه، {رب العالمين} فمعنى رب فهو سيد العالمين، والعالمون فهم الخلق أجمعون من إنسي(4) وجني، {الرحمن الرحيم}، فقد تقدم تفسيرهما، {ملك يوم الدين} معنى ملك فهو مالك أمر يوم الدين(5) لا ينفذ أمر في ذلك اليوم غير أمره ولا يمضي فيه حكم غير حكمه، ويوم الدين فهو يوم الجزاء والثواب والعقاب، وإنما سمي الدين لما يدان [682] العالمون فيه، ومعنى يدان فهو يجازى {إياك نعبد} معناها أنت معبودنا لا غيرك، ومعنى نعبد فهو نطيع ونتعبد، {وإياك نستعين} معناها إياك نسأل العون على أمرنا والتوفيق لما يرضيك عنا، {اهدنا الصراط} معنى اهدنا فهو وفقنا وأرشدنا للصراط المستقيم، والصراط المستقيم فهو الطريق إلى الطاعة {المستقيم} وهو الحق الذي افترضه، {صراط الذين أنعمت عليهم} يقول طريق من أنعمت عليه من عبادك الصالحين الذين وفقتهم وهديتهم لرشدهم {غير المضوب عليهم} ويقول اهدنا صراط غير صراط الذين غضبت عليهم، والمغضوب عليهم في هذا الموضع فهم اليهود، {ولا الضالين} ويقول ولا صراط الضالين أي اهدنا صراطا غير صراط الضالين، والضالون فهم في هذا الموضع النصارى.

* ومن سورة البقرة

مخ ۲۰۳